عام على التحرير .. سوريا من دولة معزولة إلى دولة تنتزع دورها الوطني والإقليمي والدولي

الوحدة – تمام ضاهر

أكد أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد بجامعة اللاذقية الدكتور ذو الفقار عبود في تصريح خاص لصحيفة الوحدة أن سوريا بعد عام على التحرير تحولت من دولة معزولة إلى دولة تنتزع دورها الوطني والإقليمي والدولي، ومن دولة منكفئة نحو المحاور المنغلقة إلى دولة تشكّل صمّام الأمان للإقليم.
وأشار الدكتور عبود إلى أن سوريا وفق علم الجغرافيا السياسية تحتل موقعاً متميزاً في غرب آسيا وباتجاه القارة الأوروبية الأمر الذي يعطيها فرصة كبيرة لكي تكون بوابة أوروبا بالنسبة لآسيا، لافتاً إلى أن هذا التموضع على الساحل الشرقي للمتوسط يعطي البلاد ميزة تنافسية إذا ما أحسنّا استثمار ذلك، مؤكداً أن وجود ميناءين كبيرين في اللاذقية وطرطوس جعل 80٪ من التجارة الدولية تتم عبر النقل البحري، وأنه من أجل ذلك جرى اتخاذ قرار توسيع ميناء اللاذقية، وتشكيل اللجنة الوطنية للاستيراد والتصدير والهيئة العامة للمنافذ البحرية والبرية.
ولفت الدكتور عبود إلى أن السوريين الذين يحتفلون اليوم بمرور ذكرى التحرير الأولى كلهم أمل في تحسين الأوضاع الاقتصادية عبر زيادة الأجور والرواتب التي أطلقَت الحكومة وعوداً حولها، ولا سيما في ظل التضخم الذي يعاني منه الاقتصاد السوري منذ 14 عاماً على حد قوله.
أما على صعيد الدبلوماسية السورية أوضح الدكتور عبود أن الإدارة الجديدة في سوريا حققت اختراقات كبيرة باتجاه قارات العالم كافة، حيث زار المسؤولون السوريون معظم الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة الاميركية والبرازيل والصين وتركيا وروسيا وأذربيجان، مشيراً إلى أن هذه الزيارات أعادت ثقة المجتمع العربي بقدرات الإدارة الجديدة على قيادة سوريا نحو السلام والازدهار.
وعلى صعيد السلم الأهلي نوّه أستاذ العلاقات الدولية إلى أن سوريا تعيش استقراراً اجتماعياً وسياسياً فريداً، حيث تشكّل الحالة السورية نموذجاً متطوراً للتعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية لدولة خارجةٍ من حرب مدمرة امتدت ل14 عاماً، وأضاف أن الحرب دمرت البنى التحتية الأساسية، وكذلك البنى الاجتماعية والثقافية، ولكنها لم تستطع تفكيك المجتمع السوري الذي توحّد تحت قيادة الإدارة الجديدة لإعادة بناء مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة، والأهم إعادة اللُحمة الوطنية الجامعة للسوريين.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار