الوحدة : 1-5-2022
حين يشمخ العامل بقامته، متسلحاً بزنده وخياله وعمق محبته للعطاء، تشمخ الأوطان، وتنتعش المجتمعات، وتصفو الحياة.. الخير يتدفق، ويشعر الإنسان ، أي إنسان، يعيش في مجتمع، أي مجتمع، أن للحياة طعماً خاصاً، وهو محاط بكل مايحتاجه في حياته ومعيشته. وبعيداً عن أية لغة عاطفية أو خشبية متملقة: من يحول القطن إلى خيوط وملابس؟ والقمح إلى رغيف خبز ؟ ومن يحول جنى الأرض إلى سلة غذاء هائلة ومدهشة؟ من يطوع المعادن بأنواعها، ليصير الحديد صلباً؟ ومن يشعل في عقول أطفالنا منارات العلم؟ من يبني السدود، ويشق الطرقات، ويبني المنشآت العملاقة، ومئات آلاف الشقق، لتسكنها آلاف الأسر؟ من يقود الطائرة والسفينة والقطار، وينقل البضائع والمسافرين، من وإلى أرجاء العالم؟ من يمد خطوط الماء والكهرباء والاتصال؟ من يحمي الأمن وينظم أمور وشؤون الناس وحياتهم وعلاقاتهم؟ بالنتيجة: المعلم عامل… الفلاح عامل …المقاتل عامل …الطبيب عامل… الأم التي تربي الأسرة عامل …. ونظيف القلب/ عامل النظافة عامل.. كل من في القطاع العام والخاص عامل.. والمهندس عامل …والمهني والحرفي والرياضي والكاتب والصحفي والباحث والعالم، وحتى المسؤول عامل.. وتطول القائمة ولا تنتهي.. فلكل عمال العالم، في بلدنا، وأينما وجدوا في أرجاء المعمورة، نقول بكل صدق ومحبة: أنتم النور.. أنتم العطاء..أنتم الحياة ونبضها.. وبلا العامل لاحياة في الحياة.. هي ليست كلمات عابرة..ولا كلاماً إنشائياً عابراً في زاوية صحفية عابرة.. إنها الحقيقة بسطوعها ودفئها..
رنا رئيف عمران