الوحدة : 9-3-2022
حتى الذين يعشقون فصل الشتاء لم يبقوا على عشقهم في الشتاء الذي يلملم تفاصيله القاسية عن الطرقات، ويفسح المجال أمام فصل الربيع الذي نتمنى أن يحمل معه وعوداً طيبة وجميلة مثل أزهاره وفسحات خضرته. الشتاء، حتى من وجهة نظر الذين يحبونه، كان ثقيلاً هذا العام لعدم توفّر الحدود الدنيا من مستلزماته، فيما يخص المؤونة والتدفئة، والواقع المادي الصعب لمعظم الأسر، ما رتّب عليها أعباءً كبيرة ناءت بحملها. كما هي عادتنا دائماً، ومع تأخّر الحلول الرسمية، فدائماً ندعو إلى اختلاق الحلول الذاتية، ولو في حدود بسيطة جداً، لأن التغلّب على الواقع المعيشي الصعب يحتاج إلى إرادة قوية وإلى عزيمة من حديد، وعلى الرغم من قلّة المخارج فإن كثيرين وجدوا لأنفسهم عملاً فوق عملهم الأساسي من مبدأ (بحصة تسند جرّة)، وتتعمم التجربة وتتوسع، فالكل مضطر لتدبّر أموره بنفسه. مع اتجاه الدنيا إلى فصل الربيع، ومن ثم الصيف، تكون الزراعات الحقلية متاحة، وهي إضافة لإنتاجها المباشر فإنها تستقطب أعداداً لا بأس بها من اليد العاملة، والخير يعمّ كما يقال، لكن كل هذا لا يمنع أن نسأل الجهات المعنية: ماذا تفكّر بالنسبة لنا، وبماذا يمكنها أن تعدنا؟
غياث سامي طراف