نقل التكنولوجيا.

الوحدة: 3-3-2022

 

 

 

 تتصف التكنولوجيا السائدة في معظم البلدان العاجزة عن رسم سياسة وطنية عقلانية وواضحة المعالم بالنسبة لما يجب ،وما يمكن الحصول عليه من الخارج عن طريق الاستيراد بالبدائية والازدواجية نظراً لأن الأساليب الإنتاجية و الخطط التنظيمية لم يطرأ عليها أي تغيير لافت أو تحسن يُذكر منذ زمن بعيد ، و تتجسد التكنولوجيا عموماً في رأس المال البشري أو في المعدات التقنية و أغلب التجهيزات الرقمية بل و في الآلات الحديثة و يمكن لها أن تتمثل بعيداً عن الأشكال المادية في المعرفة المُتعلقة باستخدام خلاصات البحوث المُبتكرة لتصل إلى تطبيقات علمية و عملية مفيدة . 

ومن الممكن فهم مسألة نقل التكنولوجيا على مستويين أولهما: المستوى الوطني المُتعلق بتحويل خلاصة البحوث العلمية الحديثة والمبتكرة و التي تقوم بها كل من الجامعات و مراكز البحوث إلى منتجات وخدمات و طرق إنتاج ، وثانيهما على المستوى الدولي و يكون اتجاه هذا النقل من الدول المتقدمة إلى الدول الأقل تقدماً دون إجراء أي تعديل أو محاولة لتكييف هذه الطرق و الأساليب مع ظروف الدولة المُتلقية لذلك.

 ويرى الخبراء بأن هناك العديد من قنوات نقل التكنولوجيا بعضها يلعب دوراً أساسياً في عملية النقل، و البعض الآخر يحظى بدور ثانوي في ذلك ، ولعل أهم و أول هذه القنوات هي تلك المرتبطة بنشاطات الاستثمارات المباشرة و براءات الاختراع و كذلك عقود الرخص والعلامات التجارية و أيضاً كافة صور و أطياف وسائل الإعلام الناقلة لأنواع تلك التكنولوجيا و المُؤثرة بعمق فعلي.  

والقناة الثانية هي التي يتم من خلالها نقل التكنولوجيا فتأخذ شكل شتى الاستثمارات الخارجية المباشرة التي تجلب معها أغلب تجهيزاتها الكاملة لإقامة مشاريعها بما في ذلك الحزمة التكنولوجية التي تحتاج إليها و تشمل تفاصيل دراسة الجدوى الفنية. والاقتصادية للمشروع المزمع إقامته  .

 وتكمن القناة الثالثة في دور المعارض الدولية الذي يزداد أهميتة يوماً بعد يوم من حيث تسليط الضوء على جودة أبرز ما يُنتج و منافسة أنسب ما يُقدم .تُعد أهم و أدق قنوات نقل التكنولوجيا في خضم هذه الأيام و ساعات الوقت الراهن هي القناة المُتمثلة بالخدمات التي تُقدمها معظم المكاتب و الشركات الاستشارية و في مقدمة ذلك تكنولوجيا أخذ القرار فهي تقوم بإجراء دراسة الجدوى الاقتصادية لأي فكرة لتكون هي أي الشركات الهيكل الأساسي و القناة الوحيدة و الآلية الفريدة التي تجمع الأجزاء المختلفة و المتعددة لعملية نقل التكنولوجيا مع بعضها البعض  . 

و كيفما تم نقل التكنولوجيا فمن الواضح أن السوق العالمية للتكنولوجيا هي سوق أقرب ما يمكن وصفها بسوق احتكار القلة المُتمثلة في وجود عدد قليل و محدود من أنواع الشركات الاحتكارية المُحتكرة لآفاق المعرفة التكنولوجية  .

 و مثل هذه السوق تقوم على مبدأ المُساومة بين طرفين غير متكافئين فعلاً بحيث تأتي صورة النتيجة غالباً لمصلحة الطرف الأكثر معرفة و خبرة بظروف السوق وفي براعة الولوج ضمن ثنايا و خبايا أغلب الصفقات التكنولوجية .

د. بشار عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار