‏كواليس الأغاني… طلت البارودة

الوحدة 5-2-2022

لقَّبه أهالي قريته بالسبع لأنه كان رجلاً بقلب أسد، حين يحمل بندقيته ويمتطي حصانه متقدماً رفاق السلاح يعلم الجميع أن زغاريد النصر ستكلل عودتهم، حتى عساكر الاحتلال البريطاني في فلسطين عرفوه بالسبع لأنه أذاقهم الرعب في غاراته على دورياتهم وثكناتهم، في كل مرة يعود فيها كان أهالي القرية يستقبلونه بالأهازيج والزغاريد وبمجرد رؤيتهم من بعيد للسبع على حصانه رافعاً بندقيته يصيحون ويرددون: طلّ السبع.. طلّ السبع.

بالنسبة إليهم كانت عودة السبع مظفراً كعودة النصر وتجدد الأمل لسان حالهم يهتف: طلّ السبع.. طلّ الأمل.. طلّ النصر. السبع رجل من رجال الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال، كان بطلاً مميزاً تماماً كحصانه العربي الأصيل وكبندقيته التي طالما تغنى بأصالتها ووفاء رصاصها في كل تسديدة كان يسددها الأمر الذي جعله يشكّل مع حصانه وبندقيته ثالوث رعب يهز قلوب جنود الاحتلال ويزلزل الأرض تحت أقدامهم. خرج السبع يوماً في غارةٍ على رأس فصيل من الثوار وطالت غيبتهم، كانت المعركة كبيرة والمواجهة عظيمة، عندما عادوا خرج الأهالي لاستقبالهم كالعادة، هذه المرة لم يرجع السبع معهم، عاد حصانه مع البندقية مربوطة إلى السرج، بكت زوجة السبع وحضنت البندقية إلى قلبه…

شروق ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار