بين الشط والجبل ..مرافئ البوح..

الوحدة 5-2-2022

في مقهى بحري قديم يعبق ببساطة الأجواء ويستثير المشاعر بشجن رباعيات كلثومية، أبحث فيه عن الركن الأمن وملجئ الهروب، بعد أن تساوت الأمكنة والأوقات، حيث أحتاج لمساحة هادئة ضبابية، وللبعد عن علاقات تطفئ الروح وتستهلك الشعور، لأقول وداعاً لكل وقت أهدرته غباء، ولكل شخص جاملته ولم يكن يستحق، لكل الأشياء التي طحنتك وأنت تقاومها.

لم يعد هناك متسع في ثنايا الذاكرة لاستقبال مزيد من جحافل الأحزان، اغتربت عن نفسي ألف سنة في رحلة إرضاء الوهم، أريد أن أطلق الرصاص على خيانة الروح، وملل الانتظار، وهدم سنين الذات في دوامة جدليات الفراغ، وسحق بقايا الروح المتشظية بأنانية الآخر، رغم الموهبة في إخفاء الألم والخبرة في الحفاظ على الكبرياء الأحمق، إلا أنني أضعف أحياناً وتسقط مشاعري سهواً، لتضج روحي في ممرات الاعتراف على شواطئ البوح.

أستيقظ من سباتي على صوت النادل لتجديد طلب طاولتي أنا وصديقة أشجاني، بعد أن أصبحت رباعية أم كلثوم في الجزء الأخير.

تيماء عزيز نصار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار