العدد: 9317
21-3-2019
رواية تجهر الحب وضفافه الحزينة ! زفرت زفرة الراحة.. وأنا أضع يدي على قلبي مؤمناً أن المرأة الكاتبة قادرة على صوغ مدونتها بالتفاصيل الصغيرة مثلها في ذلك مثل النيران الكبيرة التي تؤججها العيدان الصغيرة، فهذه الرواية هي مسرودة حب شفيف، تعلوها طيوف الروح الأنثوية التي جمعت خيوطها هدى وسوف لتكون في قراءة أولى قصة حب شبوب بين اثنين غارقة بالآلام الجارحة، ولتكون في قراءة ثانية قصة حب وتعلّق أبدي بين اثنين أيضاً هما الناس والأرض في زمن حرب أكول متوحشة، وكلاهما المرأة في قصة الحب الشارق بالنداوة والصدق لا تنحني، والأرض في وقت الحرب الظالمة، وما عرفته وعاشته من دمار وأذيات لا تنحني، بل هي القادرة أبداً.. على خلق نورها الأزلي وجمالها البهار!.
وهو ما جاء من قول للدكتور حسن حميد في مقدمته لكتاب (ما بيننا) إصدار جديد للكاتبة هدى وسوف من دار الينابيع بدمشق، وهو كتابها الثامن بعد (طرقات وعرة، جرح صغير، ندوب في الذاكرة، صباحات لها طعم الدفلى، أنين المدى، تفاصيل الغياب، أحبك يا وعل الجبال) .
تقول الروائية هدى وسوف لما بدأت قصتها : آن أوان الكتابة الآن، آن أوان انفتاح الجرح واندياح الوجع المعتق في خواب لم يمسها النسيان، إنه وقت الحزن بامتياز، ولطالما كان الحزن أكبر دافع للكتابة، في رأسي تدور عشرات الأفكار وأحاول التركيز، أحاول الربط بينها والعمل على تشذيبها، فلقد مضى وقت ليس بقليل على آخر سيناريو كتبته مما يشعرني بالتقصير وعدم الرضى عن ذاتي، جاهدة أبحث عن فكرة مرحة تمثل موضوعاً لفيلمي القادم، وأحاول أن أهتدي بنصيحة مثقف كان يدعو الكتاب عبر مقالة جميلة لمحاربة الحزن والكآبة في كتاباتهم، لأنه يرى الكتابة الحزينة تسولاً واستدرار عواطف.. لا أنكر أنني أعجبت بالمقالة وما جاء فيها، نعم الفرح جميل وهو تجدد وعطاء، نمو وتدفق، ولكن أين سأعثر عليه لأكتب عنه؟
هدى سلوم