معلومات فلكية يسّوقها مهتمون ويدحضها أهل الاختصاص

الوحدة:5-12-2021

نتابع اليوم أخباراً مثيرة للجدل والغرابة عن تنبؤات وتوقعات يشتغل عليها مجموعة من الهواة الذين ينشطون هذه الأيام، من دون أن يقدموا لنا دلائل علمية يقبلها العقل، والمثير للاستغراب أيضاً أن تقوم جمعيات فلكية يديرها أشخاص ليسوا من أهل الاختصاص،  يتحفوننا كل يوم بمعلومات مثيرة للقلق.

أما لماذا لا تبقى المعلومات الفلكية بأيدي أهل الاختصاص لتكون أقرب للتصديق فذلك سؤال يجيبنا عليه د. محمد معلا، ماجستير ودكتوراه في فيزياء الفلك Astrophysics من جامعة فريدريش شيللر في ألمانيا, FSU Jena، عضو الاتحاد الفلكي الألماني، مدرس مقرر ات فيزياء الفلك- فيزياء الفلك والبالزما في قسم الفيزياء – كلية العلوم في جامعة تشرين ومشرف على نادي المنارة الفلكي وفريق الشبيبة للفلك وعلوم الفضاء، والذي بدأ حديثه قائلاً:

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن الفلك من قبل أشخاص غير اختصاصيين, فأصبح لقب الفلكي أو عالم الفلك يمنح لأي شخص يتحدث بالأبراج أو الأرقام أو قراءة الطالع أو التنبؤ بحالة الطقس وكمية هطول الأمطار, بل تعدى الأمر  إلى إعطاء محاضرات علمية للعموم، وإجراء مقابلات تلفزيونية تحوي عديداً من الأخطاء العلمية.

فعلم الفلك هو علم يدرس في كل دول العالم, والمواضيع التي يهتم بها هي مواضيع فلكية بحتة.

 وأشار د. معلا إلى أن  قسم الفيزياء في كلية العلوم في جامعة تشرين يتميز بأنه أول قسم من أقسام الفيزياء في الجامعات السورية يقوم بتدريس مقرر فيزياء الفلك لطلاب السنة الرابعة فيزياء ولطالب الماجستير منذ العام 2013 كما تم تأليف أول كتاب جامعي تخصصي في الجامعات السورية (فيزياء الفلك)،  حيث أخذنا على عاتقنا اختيار مجموعة من المواضيع الفلكية الهامة والشيقة لتأسيس طلابنا الأعزاء في

.ًمجال فيزياء الفلك وعموم الفضاء بشكل جيد، وبيّن د. معلا أن  قسم الفيزياء يضم اختصاصين في مجال فيزياء الفلك، بالإضافة إلى عدة أساتذة جامعيين في

مجالات فيزيائية تتقاطع بقوة مع فيزياء الفلك, حيث تم منح درجة ماجستير في الفيزياء لدراسة فلكية نظرية حول الثقوب السوداء وهناك أطروحة أخرى يتم إعدادها في مجال النسبية, بالإضافة إلى وجود معيدين يحضّرون رسالة دكتوراه في فيزياء الفلك داخل القطر (إيفاد داخلي)، وإيفاد خارجي إلى روسيا الاتحادية.

لذلك فقد أخذنا على عاتقنا نشر ثقافة الفلك الحقيقي من خلال تأسيس نادي للفلك في جامعة المنارة في اللاذقية (نادي المنارة الفلكي), كما أننا بصدد افتتاح نادي للفلك وبحوث الفضاء بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة وسيكون لي شرف الإشراف العلمي عليه.

وفي ختام حديثنا مع د. محمد معلا أطلعنا على بعض الظواهر الفلكية المرتقبة خلال الشهر الجاري ومنها أن العالم على موعد مع كسوف كلي للشمس لكنه لن يكون مشاهداً في سورية ومنطقتنا العربية, وإنما سيشاهد في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية, وعلى وجه التحديد المناطق الجنوبية من أستراليا, جنوب أفريقيا, أمريكا الجنوبية, المحيط الهندي, المحيط الأطلسي والقارة القطبية الجنوبية.

وكذلك أشار د. معلا إلى أنه من الأحداث الفلكية المشاهدة هذا العام, ما يعرف بزخة شهب الجوزاء أو شهب التوءميات بمعدل يتجاوز 100 شهاب في الساعة  Geminids  وهي عبارة عن هطل شهابي غزير نسبياً ناتج عن دخول بقايا كويكب فايثون 3200 إلى الغلاف الجوي للأرض خلال هذه الفترة من كل عام، والذي تبلغ ذروته في13 -14 هذا الشهر, حيث أنه من الممكن مشاهدة هذه الظاهرة الفلكية الجميلة بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام التلسكوبات الفلكية.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار