الوحدة : 16-11-2021
وما زالت جموع الشباب السوري تسعى إلى الاغتراب حول العالم لمن استطاع إليه سبيلاً.
هي الظروف الاقتصادية الحرجة ساقت زهرة شبابنا إلى الخيار الأصعب.. خيار السفر بعيداً عن الأهل والوطن.
أصبح خبر سفر زيد أو عمرو في يومياتنا خبراً عادياً يمر بلا اكتراث، والأغرب من ذلك أن أغلبية المسافرين يغامرون في رحلة غير مضمونة النتائج، ومن دون أدنى مستوى للأمان من سكن أو عمل، ناهيك عن المخاطر التي تطال حياة الكثيرين منهم.
كم هو موجع في صميم الروح قبل القلب هذا الحال الذي وصل إليه شبابنا الغالي!
حكاية اغتراب موغلة في الحزن… موغلة في الأسى، وخصوصاً أننا نفقد بهذا الاغتراب الطاقة الأهم لحياتنا في استمرار بقائنا صامدين، وحاجتنا الماسة لهم في إعادة إعمار بلد أنهكته الحرب الظالمة.
في كل بيت وحيّ وقرية ومدينة حكايات وحكايات من حرقة الغياب وحرقة الغربة.
أرواح أزهقتها الحرب المتوحشة على وطننا الحبيب… وأرواح أثخنتها الغربة ألماً يوماً على صدر يوم.
رحيل واغتراب عن العين والقلب.. وفصل جديد من سِفر آلام السوريين.. هذا السِفر الذي نتمنى ونتوسل من الله أن يكون قد شارف على النهاية.
أنهكنا الغياب والانتظار.. نستجدي من الأقدار شمساً دافئة ذات صباح قريب يحمل إلى صدورنا لهفة الغائبين، وفرحة لا تخبو بعودة كل من حملته الأيام بعيداً خلف الآفاق..
وفوق هذا التراب الطيب لقاؤنا على قيد الفرح قريب.
نور محمد حاتم