روضة عبد الله: الشكوى لغير الله مذلة

الوحدة : 27-10-2021

سنوات طويلة مرت على أم وسام، روضة محمود عبد الله، وهي على الرصيف، تفرش منتجات الضيعة  التي اعتادت على بيعها بنفس المكان منذ أكثر من أربعين عاماً، من دون ملل أو تعب ويأس.

أم وسام  التي تبلغ من العمر السابعة والستين،  أمّ وجدّة، وهي من قرية ضهر مطرو، التابعة لمحافظة طرطوس، تخرج من بيتها في الخامسة صباحاً مهما كان الطقس قاسياً، تبحث عن رزق عائلتها بابتسامة لا تخلو من التعب والوجع، لكنها الحياة القاسية التي جعلت منها امرأة قوية وقاسية.

تقول أم وسام: السعادة موجودة بالاكتفاء ونحن الفقراء نكتفي بلقمة مغموسة بالعرق، والكرامة محفوظة، الشارع الذي نأكل من خيره يحتفظ بذكرياتنا، ببردنا وجوعنا وحاجتنا ورأينا بقسمة الحياة وقسوة الناس.

لم أهتم بنظرات الناس، لأن عائلتي هدف أسمى، والأحلام الكبيرة ليست من حقنا.

رفضت الزواج بعد وفاة زوجي منذ ثلاثة وأربعين عاماً وأنا أم لولدين واحد منهما مريض احتاج لرعاية خاصة واهتماماً كلفني تعب عمري حتى هذا اليوم.

أبيع حسب المواسم، الزيتون والجوز والدخان ومنتجات الضيعة، في هذا السوق الذي عرف بسوق النسوان، سوق الفقراء، وكلنا في هذه الظروف فقراء لم ترحمنا الحرب.

العمر الذي نعيشه يمر، لم أعرف الراحة فيه، في الشارع لا يوجد مستقبل..

الأم  السورية خلال سني الحرب مناضلة بكل معنى الكلمة، قدمت وتقدم بكل طاقتها ولا تنتظر مقابلاً.

أتمنى أن أمتلك الصحة، هي ثروتي وثروة أبنائي.. الغلاء حالة عامة نعيشها نحن كما يعيشها كل المواطنين السوريين… الأيام الماضية كانت أكثر خيراً وأكثر عطاء وطيبة وإنسانية وأخلاقاً..

زينة وجيه هاشم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار