الوحدة: 25-10-2021
بات المواطن السوري يضرب أخماسه بأسداسه جزِعاً، يخاف من أي قرار تتخذه حكومته بوزاراتها المختصة بخدمته، فقراراتها بمجملها ترهق كاهله وتهد (حيله) فيضرب رأسه بحائط ظروفه متسائلاً: (وآخرتا؟) ليبدأ مشواره المعتاد متخبطاً لتأمين احتياجاته اليومية معاتباً تلك الوزارات: لمَ ذرتني وحيداً وأنت المعنية بالعمل لأجلي؟
ولكن ما يراه منها يدفعه للعجب العجاب! فقرارات رفع الأسعار بحجة منع البيع بالسوق السوداء بأسعار خيالية وتأمينها له ستنعكس عليه بأضعاف ما كان يدفع سابقاً، وكأن من كان يتاجر بها وبه سيرتدع ويلتزم بما أقرته وسعّرته هذه الوزارة أو تلك.
ما كان مباحاً وباليد من مواد صنّفت بغذاء الفقير باتت حلماً وتأمينها كابوساً، فأبسط الاحتياجات الضرورية فُقدت أو حلقت بأسعارها ليحرم منها جلّ العباد، ولن نعدّ: من البيض للبطاطا للألبان ومشتقاتها للخضار الموسمية للزيوت بأنواعها، ولن نقرب من اللحوم بأصنافها والفاكهة وما يلحقها من محروقات جنّ سعرها حراً وانعدم على بطاقتنا الذكية؟
ومع كل ما سبق من غلاء فاق الغلاء بقي دخل هذا المواطن يحارب خالي الوفاض وتُقبض روحه قبل أن يُقبض ويصل يده.
أيعقل أن يصبح همنا وجبة (مفركة) بطاطا على بيض بزيت نباتي مطبوخ على غازنا المنزلي؟
ميساء رزق