الوحدة: 20- 10- 2021
تمرّ البلاد في ذروة الموجة الرابعة من فيروس كورونا، وهي ما لا شك فيه الموجة الأقوى حتى الآن، ومن خلال جولاتنا الميدانية وتحقيقاتنا وجدنا أن أغلب الحالات الحرجة هي لأشخاص لم يتلقوا اللقاح، الأمر الذي يزيد من شراسة هذه الجائحة، ولكن أكثر ما لفت الانتباه أن قسماً من الكوادر الطبية بشكل عام من أطباء وصيادلة وممرضين رفضوا تلقي اللقاح، أو على الأقل تقاعسوا، وهذا الأمر شديد الخطورة لأنهم يتعاملون يومياً مع عدد كبير من المواطنين بطبيعة حال عملهم، وبذلك يمكن أن ترتفع نسبة احتمال انتقال عدوى المرض إليهم كما حصل و يحصل دائماً، كما أنهم من الممكن أن يلعبوا– من غير قصد- دوراً ناقلاً فعالاً للآخرين الذين يتعاملون معهم بكثرة خلال يومهم الوظيفي، والأمر الآخر الذي تفاجأنا بهم أيضاً أن عدداً لا بأس به من أقاربهم ومعارفهم وحتى مرضاهم يقتدون برأيهم السلبي تجاه اللقاح ويمتنعون (بثقة وقناعة) عن التلقيح.
هي مسؤولية شديدة الأهمية يجب أن نتصدى لها جميعاً، وأن يكون ذلك فرض عين لا فرض كفاية، نحن بانتظار قرارات حاسمة من وزارة الصحة فيما يخص تلقيح هذه الكوادر، العدو خطير وقاتل، يعيث فتكاً بالأرواح بلا هوادة، ولا بد من مواجهته بكل المسؤولية والجدية الكاملة، لنخرج من هذه الموجة بأقل الخسائر، ولتمرّ الموجات التالية بوتيرة أقل، رحم الله من تمكن منه هذا الفيروس اللعين، ونرجو الشفاء والعافية لكل المصابين.. حمى الله الجميع.
نور محمد حاتم