الوحدة: 19-10-2021
تعلم مهارات الحياة صار ضرورة ملحة من ضرورات التواصل، وتقنية مهمة من تقنيات العمل بمختلف أشكاله وألوانه، وقد تبدلت أشكال الحاجة إليه حتى صار من أهم أبجديات التواصل الاجتماعي الافتراضي على أبعد مستوى.
مصطلحات جديدة ومفردات خاصة صارت جزءاً لا يتجزأ عن أحاديث اللمة الفيسبوكية، ضمن مجموعة أو صفحة بقوانينها الخاصة خاضعة لاحترام سياسة مارك الذي امتلك عقولنا وقلوبنا وحياتنا، وافتقدنا اللمة التي تعودنا عليها حول الطاولة الخشبية الدافئة والتي خلت من زوارها.
إعجاب ودعم وغضب وأحببت.. لغة جديدة توحي كل إشارة منها بمعان تبعث في النفس الطمأنينة أن هناك من يزورنا في الخفاء ويصغي لما يقرأ بينه وبين نفسه ويتفاعل رغم ضيق سبل العيش، وانعدام فسحة الأمل.
مصطلحات جديدة تشبه واقعنا البارد الكئيب… بلا حميمية تصل التبريكات وتتوهج مفردات المواساة والمجاملات..
المعذرة وما أكثر النفاق.. صور بألف وجه، بألوان خريفية باهتة لم تخرج من القلب ولن تصل إلى القلب… تقليد وفي كثير من الأحيان ابتزال واستعراض لأبسط المشاعر، ونحن نصفق وتتباهى.. وعلى الطابور نقف، نرتب الكلمات بلا مشاعر ولا صدق.
وعلى رأيهم الحياة تحتاج إلى مجاملات.. وإذا قلبنا في صفحات الموعظة والأقوال المأثورة والمسروقة دون حفظ حقوق النشر، ترى النسبة الأكبر شعراء وحكماء وأحباباً، والواقع كلهم خطيئة، وقد نكون منهم حتى نحافظ على حضور عصري جذاب.. نرد الواجب بإشارة موحية توازي القادمة من الآخر… غرباء نلتقي بلا مشاعر، بلا روح بلا ذاكرة، فكلما استعدت بساطة الماضي شعرت بالدفء والحب والصدق، شعرت بطيب الذكريات.. ما أقسى هذه الأيام وما أبعدنا عن الواقع، عن الحقيقة، عن الحياة… كلمة صادقة من القلب إلى القلب تكفي حتى نعيش بسلام متصالحين.
زينة وجيه هاشم