الوحدة : 25-9-2021
انشغل الجميع بـ (تخبطات) من يشرفون على الوضع المعيشي، وباتت كل التصريحات المعنية بالحرب، وآفاق أفولها، غير ملحوظة لدى الشعب السوري.
في الآونة الأخيرة، بدت علامات توحي بأن انفراجات ما تلوح في الأفق، وصدرت عشرات الإشارات لجهة حلحلة كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولكن المواطن السوري لم يعرها اهتماماً كما يجب، وبدا حذراً من التفاؤل، ربما لانشغاله بتفاصيل الحياة المتعِبة، وربما لتقصير ما من الدوائر المعنية بتظهير انعكاسات الانفتاح الواضح على حاضرنا ومستقبلنا.
نتردد في بث جرعة تفاؤل، لا لقلة إيمان أو ضعف يقين، وإنما خوفاً من مستجدات يومية، يرسمها صنّاع القرار المحلي.
إن انزياح جلّ أفراد الشعب عن الاهتمام بالعناوين الكبيرة مرده إلى حالة الإحباط الناتجة عن القرارات الداخلية، فعندما يقضي المواطن نهاره بالشكوى من قلة الحيلة، يصعقه قرار ليلي بزيادة رسوم هنا، أو رفع سعر سلعة هناك، وكأن أصحاب القرار يقولون له: (تكرم عينك) عزيزي المواطن، هذا ردنا على شكواك!.
نحن جميعاً على أتم الجاهزية لتغيير مزاجنا، والقبول بجرعة تفاؤل، ولكن الأمر مرهون بالتخلص من طبقة من المسؤولين، حوَّلت مؤسسات الدولة إلى مزارع خاصة، وأصرت على اتخاذ القرار كيفما اتفق.. فقط لأنها صاحبة القرار.
غيث حسن