أريـــــج قصصـــي ونفحـــات شــــــــعرية في ظهريـــة أدبيــــة

العـــــدد 9312

الخميـــــــس 14 آذار 2019

 

 

وكالعادة يتعانق الشعر والقصة في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية، ليعبق الأريج الأدبي ضمن حضور مواظب لسماع الظهريات الأدبية..
(الوحدة) حضرت الظهرية التي قدمها د. عدنان بيلونة ومن أجواء الظهرية الجولانية تلك كانت الومضات الأدبية الآتية والبداية مع القصة.
القاص فارس حاج جمعة
استطاع الدكتور الأديب فارس حاج جمعة أن يدخلنا في فضاء قصته التي حملت عنوان: (سخرية البجر)، والتي تتمحور حول بطل قصته الذي اكتشف بعد عدة لقاءات بامرأة جميلة بأنه قد وقع في حبها، إذ استطاعت هذه الحسناء أن تمحو من ذاكرته صورة حبيبته المهاجرة، تأخّر بمصارحتها وإفصاحه عن حبه لها بانتظار اللحظة المناسبة لتدعوه لاحقاً إلى منزلها، وتعرّفه على خطيبها ليكون ذلك بمثابة الصدمة بالنسبة له.

من (سخرية البحر) نقرأ الأسطر الآتية: ها أنا ذا أعود وحيداً من جديد، لا أحد يعرفني، ما أصعب أن تشعر بالغربة في مدينتك، لكن شيئاً لم ينقص من حبي لها، فلن أستطيع أن أكرهها، حتى وأنا أجلد الآن على يديها، فسرعان ما تنسى المدن ساكنيها وتطويهم تحت جناحيها إلى الأبد، أترنح ثملاً بأحزاني كقارب على وشك الغرق، لقد كنت أنجو دوماً من أعاصير البحر ونزواته، لكن ها أنا أغرق على اليابسة، وها هي مدينتي كعادتها تجلس على البحر كملكة تسخر بجميع عشاقها، أعتصر ذاكرتي الغائمة قبل أن يغرقها الحزن بأوحاله، فلم يكن بوسعي الابتسام في مدينة متجهمة، لقد تبدل كل شيء في المدينة الصغيرة، الناس والوجوه والعيون والبنوك والنفوس، وحدها المقبرة القديمة بقيت على حالها، وإن زاد عدد قاطنيها، لقد أمطرت الآن كل السحب البيضاء، لم يتبق سوى السحب السوداء في قلبي فقد كبرت نصف قرن في نصف يوم!
الشاعر سعد مخلوف
بصور تدور في فلك الوجدان والهيام والحس الإنساني ألقى الشاعر سعد مخلوف قصائد عدة حملت عناوين متنوعة: (ثرثرة الصور)، (هذا أنا)، (هاجس)، (الولادة)، (الجسر)، (هممت)، من القصيدة الأولى نختار مطلعها:

تحت الجفون، وبين ثرثرة الصور
أسري، أخادع بؤبؤ العينين كي يجري خيالي
حين أوقظ من سبات الليل بدراً
يشهد العشاق مثلي
كي أسكن خافقي!
وألوذ بالوقت الطويل ترقباً
أملي يعارك بعض ظني
والمسافة في اشتياقي
عند صبري تحتضر
الشاعر غسان حنا
بنبرته الشعرية اللافتة ألقى الشاعر غسان حنا قصائد عدة تدور في فضاءات مختلفة من ديوانه الذي حمل عنوان: (أبجدية التجلي) منها: (إذا حكم الأرض شاعرها)، (امرؤ القيس)، (علي بن أبي طالب)، (الخوارج)، (الصعاليك)، ومن الأخيرة نقتطف هذه الباقة الشعرية:
ولكل صعلكة
برحم ترابها جذر الشقاء
وجفوة بيداء
هي غارة الضعفاء.. لا غزواتهم
وهي التيمم
إذ يغيب الماء
وفقير كل قبيلة.. صعلوكها
ونقيض كل سعادة شحناء
للشنفرى جمر
لعروة وردة
لكن بعض الصعلكات.. غثاء

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار