النفاق الأدبي والفيسبوكي

العدد: 9312

14-3-2019

أصبحت ظاهرة النفاق الأدبي والفيسبوكي منتشرة بشكل لافت في معظم المجموعات الأدبية وغير الأدبية، وهي ظاهرة مرضية تنسف صدقية من يمارسها وتؤذي الكاتب الذي يشعر مع توالي جرعات النفاق التي يتلقاها بأنه بات قاب قوسين أو أدنى من عمالقة وجهابذة الأدب، رغم أن ما يكتبه في أغلب الأحيان لا يمتُّ للأدب بصلة نتيجة جهله بقواعد اللغة وتقنيات الكتابة الإبداعية وغياب الموهبة، أنا أحترم كل من يحمل القلم ليعبّر عن أفكاره ومشاعره مهما كان مستواه وأدعو إلى تشجيع الجميع من خلال التعليقات المنطقية البعيدة عن المبالغة والمجاملة الفارغة والنفاق الأدبي التي لا تساهم في تطوير الكاتب بل في تدميره.
أضحك كثيراً، وأتألم أكثر عندما تطالعني عبارات فضفاضة يرددها بعض الأشخاص في تعليقاتهم (الشاعر الفذ، الجهبز، فارس الكلمة المغوار، النجم الثاقب في عالم الأدب، أميرة الكلمة… إلخ) دعونا أيها الأصدقاء نكون صادقين مع أنفسنا أولاً ومع الآخرين ثانياً.
أسرّ لي أكثر من صديق بأنه في كثير من الأحيان يعلّق على العمل الأدبي دون أن تتم قراءته، لأن الهدف بات إرضاء غرور الكاتب أو الكاتبة، وليس إبداء الرأي في النص.
قد نضطر أحيانا للمجاملة قليلاً، لكن ليس إلى حد إلباس الكاتب ثوباً يفوق مقاسه أضعاف المرات، وإنما ضمن حدود التشجيع الموجه الذي يأخذ بصاحبه نحو مكانة واقعية تناسب حجم موهبته بعيداً عن العبارات الرنّانة التي تُصِمّ أذنيه عن سماع غير المديح والإطراء، وتعمي عينيه عن رؤية موقعه الصحيح في عالم الكلمة، تلك الكلمة التي تذرف نقاطها دموعاً عندما تعلم أنها تنتمي لهذه الفئة من (المُطِبّلين) والمستشعِرين الجدد.
أتمنى من الجميع أن نبقى في معزل عن هذه الآفة الخطيرة التي تنهش جسد الإبداع وتودي به إلى التهلكة.

مؤتمن حداد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار