فقاعات ثقافية

العدد: 9312

14-3-2019

إذا ما أردنا تشبيه بعض الحالات الثقافية الرّائجة حالياً فإنّه يمكننا تشبيهها بكثيرٍ من المظاهر الاصطناعية لوجوهٍ وأجسادٍ شوِّهت وترهّلت وأصابها الوهن والكِبر، وأكل الزّمان على جمالها وبهائها وشرب، لكثرة عمليات النّفخ والشدّ والحقن والشّفط و.. ومهما حاولت تجميل وتلميع وتحسين صورتها يبقى الأساس ظاهراً وموجوداً في كثير من تفاصيلها، والطّامّة الكبرى فيما لو كان هذا الأساس قبيحاً، ستعجز أشهر وأهمّ وأقوى مباضع الجرّاحين في استئصال قباحته.

بعضها فقاعات كبُرت وكبُرت حتى أصبحت أشبه بالبالونات، مؤكّدٌ أنها بفعل فاعلٍ، ثقافيّ أو اجتماعيّ أو سواهما.. كانت فيما مضى مجرّد أسماءٍ في الظلّ لا مكان لها على الخارطة الأدبية أو الفكرية أو الثقافية، سُلّط الضوء عليها وعلى بعض نتاجها ـ إن وجد ـ في مكانٍ ما، أو لمع اسمها في مكانٍ آخر، وظنّت نفسها عبقريّة زمانها، ومخترع ومؤسس وواضع فرضياتٍ، ومرجع أدبيّاتٍ، له آراؤه ورؤاه، ونظرياته وتنظيراته، وكما يقال باللغة الدّارجة: (كبرت الـ.. برأسه.. )!؟ وهنا لابدّ من اقتلاعها من جذورها طالما منبتها فاسدٌ وبذرتها عقيمة.
لكن رويداً رويداً، فمن جعل منكم أعلاماً لمّاعة قادرٌ على أن يُعيدكم إلى حجمكم الطبيعيّ و(تنفيس بالوناتكم)، وتحجيمكم وإعادتكم إلى مقاساتكم الطّبيعية دون رتوشٍ أو نقوشٍ أو زيادة أو نقصان.. بعضكم هواةٌ في نظر أساتذتكم ومعلّميكم، تواضعوا ككباركم وانزعوا أقنعتكم، فلا جمال إلا الطّبيعيّ والحقيقيّ، وهو ما يبقى وسواه يفنى.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار