بين الشط والجبل ..تراتيل الفراق الموجعة

الوحدة 17-8-2021

افترقتما.. هكذا كتب عليكما.. مذ كنتما جنينين في مشيمتي رحمين، أو فكرتين كونيتين في فضاء تسبح فيه النجوم كمجرة تجر أذيالها طقسا للولادة، ثم تخبو شيئاً فشيئاً وتنطفئ قبل إعلان الاسمين في كتاب الحياة المتعثرة خطوطه.. حروفه المتبلدة في أبجديته..
افترقتما.. أتدري محطات العمر ماذا يخبئ القدر لها.. لا عالم إلا علام الغيوب،
وما حياة المرء إلا كجبهة كهل عجوز مورست في طقوس خرفه أفانين النسيان وعميقات الندوب.
أافترقتما..؟
ويأتي صريحا الجواب.. عادة ما يكون الفراق من طرف واحد، فالمتفارقان – وإذ تسقط ألف التثنية- أشبه بقطارين- في ومن نفس المحطة- لكن كلا منهما قرر يعطي للآخر ظهره!
سفر
كالريح..
للأسف.. وكم مؤلم…
هكذا هي الأرواح تفيض وكالقلوب تهاجر..
كالريح.. مسافرة دوماً..
سكن المدى المفارق..
الأمواج ترحل… تسكن خاصرة البحر
كلما قرأت في زرقته خبراً يحمله نورس عاد للتو من غربته
أو عادت المراكب باتت في حضن الميناء…
سكنت خاصرة البحر خوف النو
عصفت الريح عاتية…
أبعدها التيّار,
أعادها إلى عمق المحيط
وأسكنها مداه البعيد من جديد…
نار الفقد
أنين فراق
تراتيل وجع
في القلب والروح معاً..
تحرقهما..
تحيلهما كومة من رماد…
×××
قبل نقطة آخر السطر:
موت
حين عادت – متأخرة- قالوا لها: إنّه قد مات…
طلبت أن تبحث في أشيائه، أدراج خزائنه, ومكتبته…
قرأت في إهداء أنفاس روايته الأخيرة ( إليك يا من نسيت ما كان بيننا من شغف الكلام).
رائع الشعر
ساحر الصور…
عذوبة الأغاني وطيب الألحان.
و…
قالت: إذن أنا المقصودة في الرواية,
وجمت بعض الشيء
ارتبكت قليلاً..
ثم ما لبثت أن ذهبت تبحث عن راو جديد.. ورواية أخرى…

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار