الوحدة :1-8-2021
لم يكن الأمر موضع اختبار، لكنه اختبار فُرض على جيشنا الباسل قبل نحو (11) سنة، فكان كما كان طنّنا به خير حارس أمين لسياج الوطن.
قبل نحو (11) سنة، حاولوا جرّنا إلى التشكيك بمكانة وقوة هذه المؤسسة (الأمان)، فاستأجروا أشخاصاً ارتدوا ثياباً عسكرية، ووفروا لهم شاشات العرض وأدوات التنقّل عبر فضاءات الدنيا، لكنهم سحبوا محاولاتهم سريعاً لنهم لم يقدروا النفاذ إلى عقول السوريين الواثقين بجيشهم إلى آخر مدى..
لم يبدأ العيد من هنا، ولن ينتهي هنا، وفي كلّ يوم، ومع كلّ واجب يقول السوري الحقيقي، مدنياً كان أم عسكرياً، إنّ الحقّ حق، وإنّا مؤمنون به، وما النصر إلا من عند الله، وقد سخّر له جيشاً عنوانه (وطن، شرف، إخلاص).
اليوم عيدنا، عيد الجيش العربي السوري، هذا الجيش العقائدي الذي استرخص الروح والدم دفاعاً عن قضايا شعبه، وعن أرضه، وعن القيم الإنسانية الكبرى التي يؤمن بها، هذا الجيش الذي ما كان ليملك كلّ هذه القوة لولا أنّه انطلق من رحم الشعب، وحمل قضايا أهله، فدافع عنها مخلصاً، وضحّى في سبيلها، مترجماً ما تربّى عليه من قيم إنسانية ووطنية قلما يمتلكها جيش آخر في العالم.
يفتخر كلّ سوريّ لديه من يمثله في صفوف هذا الجيش الذي أثبت للعالم كلّه أن الإيمان بالله، ومن ثم الوطن، هو ما يجب أن يتحلّى به من نذر نفسه للوطن، وأن القوة الحقيقية ليست فيما يمتلكه من أسلحة، وإنما فيما يمتلكه من إيمان وإقدام واستعداد للتضحية، وما يتحلى به من قيم، وما تربّى عليه من عزم..
هو ذا جيشنا، نبض الحياة فينا، الرافع إلى الشمس هاماتنا، الآخذ إلى الأمان بأيدينا، كاتب العزة والسؤدد في زمن الخيبات و(الانبطاحات).
تحية للجيش العربي السوري، في يوم عيده، وفي كلّ لحظة، تحية لمن روّض المستحيل فأسماه سورياً، ولمن أغدق العطاء فتكنّت سورية ببلد الشهادة.
غانم محمد