يد الصباح الحانية

الوحدة 17-7-2021

للصّباحِ يدٌ حانيةٌ تَلمس الأشياءَ برِفق،

فالقهوةُ ألذّ في الصَّباح من أيّ وقت،

والرّسائل تَبدو دافئةً حتى لو كانت فقط

(صَباح الخير)!

وبينما الجميعُ مبهورون بربيعكَ، كنتُ أنا مبهورةً بك في خريفك، أنا الّتي لاْ أكترِثُ لفصولِك، أريدكَ أنتَ في أي فصلٍ تكون.

أتعلم؟!

يا ليتني كُنْتُ من سُكّانِ بلْدتِكُمْ الباب بالبابِ.. أمّا الدارُ بالدارِ لكنتُ في كلِّ يومٍ من زِيارتِكُمْ أقوم بالواجبِ لأنّ الجارَ للجارِ، هكذا أنا أبدو مغفلةً حين أشتاق، باتَ قلبي ورداً وأغصاناً ومدينةً وحُباً.

تمهّل قليلاً، سأعترف أن كُلّ أيامِي باهتة.. لولا حُبك،

وصوتكَ الذِي يُحاوطنِي بالرَّاحة، مخاوفي ازدادت، أخافُ أن يقسو عليكِ حناني، وأن تَجرحك كثرةُ اطمئناني، أَخَاف أَنْ تُمطرَ الدُنيَا وَذِراعاكَ لاْ تخيطان دفء المكانِ ووددتُ لو أنّ قلبك‌َ معطفي وترانيمٌ لأحزاني.

اللحَظات الّتي أشعرُ فيها بالحُب يّا عزيزي، تبدو مُقدسة ومطهّرة وكأنّ الأنبياء والقدّيسين يباركُون هذا الحَدث الأبدي الخَالد، وكأن الزّمن يتوقف، ولا شيء يضاهي تلك العَظمة، لا شيء.

تعال إليّ فلن أُطيلَ عليكَ بكلامي..

سأخبرك سراً بعيداً عن كبريائي الطاغي..

افتقدك كثيراً وأرنو بين الأُغنيات و‏أمشي على رؤوسِ أصَابعي

 ‏خَوفًا مِن إيقاظ مدخنة وقودها أشواقي.

فكم من المهم

وجودك بتفاصيلي..

بتول صالح

تصفح المزيد..
آخر الأخبار