الوحدة 22-6-2021
أن تعيش في هذا البلد، يعني أن تتعايش مع أزماته، أن تخلق من الضعف قوة، أن تسير وتتلمس طريقك بحواسك الخمسة خوفاً من السقوط، أن تكون مارداً يذلل الصعوبات وينشئ جسور العبور الآمنة.
قدرك كسوري أن تبقى حياً رغم كل العقبات التي يزرعها الغريب والقريب في أدق تفاصيل حياتك، بدءاً بتأمين رغيف خبزك صباحاً مروراً بوصولك لمكان عملك (متعمشقاً) بأية آلية عامة أو خاصة أو حتى راجلاً على قدميك المنهكتين، منتهياً بنومك على ضوء الشموع أو اللدات وما بينهم من أمور مرهقة للجسد والعقل بتأمين كل متطلبات أسرتك.
تفاصيل صغيرة يتشاركها السوري فأحوال الناس متشابهة وقدرهم واحد وأملهم كذلك، ولكن رغبة الحياة تبقى الأقوى رغم كل ما يختبروه مع مطلع كل نهار حتى غروب شمسهم وهكذا دواليك (حتى يقضي الله أمراً كان محتوماً).
أن تكون سورياً يعني أن تكون جباراً، صبوراً وبالمحصلة ناجياً.
ميساء رزق