ذاتنا الثقافية

العدد: 9310

12-3-2019

 

الخير وحبّ الوطن بغير العلم والعمل. إذا كانت ذاتنا الثقافية تشكِّل الإطار الحاضن الذي يستوعب ويضم المنتج الثقافي، لكن ليس أي منتج ثقافي فحسب، وإنما ينبغي أن يصدر عن روح الثقافة الذاتية للفرد، بما تمثّله وتحمله من رموز وأفكار وقيم، هي منطلق الاعتزاز والفخر بالثقافة الذاتية على ما ورثته أو اكتسبته فقط والاكتفاء بما هو موجود، والوقوف عند المعطيات والموجودات الثقافية المحلية، ونسد الأبواب علينا على ما هو غير موجود عندنا ونحن بحاجة إليه، وندع جهات وقوى أخرى خارجة عنا تتحكم بذلك في مشروعها ضدنا.
الاندماج بما يسمح الوضع به والاطلاع، واقتناء ما يلزم، ومن ثم الإشراف على ما نتزود به من معارف وتقنيات عصرية في تطوير تلك المعارف وتقديمها لأجيالنا، ذلك كله فيما يخدم تحقيق ذاتنا الثقافية والحضارية وجعلها موجودة في نشاطنا الاجتماعي والثقافي، لتنطلق بالتالي من هذا الحضور لتحقيق تلك الذات والتفاعل مع الثقافات الأخرى، ولنساهم في حركة الوجود الإنساني ونلتمسه في نفوسنا، ونحسّ بالانتماء نحوه ونجهد سعياً للوصول إليه كهدف في إطار المنافسة العصرية وتحقيقه، لن يتم ذلك أو نستطيع فعله، إلا إذا امتلكنا ذاتنا الثقافية الزاخرة بالعطاء الثقافي المتنوِّع في مختلف نشاطاتنا الإيجابية، وتفاعلنا الإيجابي مع الآخرين على المستوى الإنساني، نحدده بأنفسنا في ضوء الخطوات التي نرسمها بأيدينا، ووفق ما نراه يسير نحو أهدافنا التي تصون وجودنا، ونؤسس ونبني على علم نشارك الآخرين ممن يسعون معنا ويعملون في إبداع وإنتاج خير البشرية، ولا ننسى في المقابل عند إطلاق الحرية لذاتنا الثقافية، من تجاوز الآثار السلبية والخطيرة الضارة للثقافات الغازية لمجتمعاتنا، في مواجهتها وصدها، من أجل تحقيق الأمن الثقافي، ومقارعة ما يسعى إلى وقوف عجلة الحياة وتطورها.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار