العدد: 9310
12-3-2019
زمن وأزمان وكان الإنسان الذي كان على موعد مع حياة متجدّدة عبر الأيّام التي كان يرسمها بذاته ولذاته التي تُجدّد نفسها بنفسها عبر الأشخاص وعبر المكان، ليكون هذا الإنسان غير الذي كان فيما قبل وقبل الذي هو عليه الآن ليكون في حال أفضل على الكانَ.
وبمثل هذه العبارات يأخذ الإنسان ويحمل على عاتقه بذل الجهد ليغيّر بعض ما يستطيع – وهو القادر على تغيير كلّ ما حوله – إلى ما يريد بنفسه وبمن حوله من البيئة، وكلّ هذا لا يمكن أنْ يكون لولا إيمانه بأنّه قادرٌ على أخذ أخيه الإنسان إلى حيث شاء ومتى شاء وكيفما شاء، نعم باستطاعة الإنسان أنْ يفعل ما يريد وأنْ يحصل على ما يريد بل إنّه القادر على أنْ يكون ويقول ويسمع ويستمتع بما يريد و.. و.. و.. إلخ.
كلّ هذا المدار الذي يدور في مداره وفلكه لا يغادر محيط الدائرة التي نعيش ضمن إطارها ألا وهي دائرة المجتمع الذي يحيط بنا أو ننتمي إليه مهما صغُر أو كبُر هذا المحيط بل مهما اقترب أو بعد، لأنّنا القادرون على أنْ نأتي بالغد ونعيشه قبل أنْ يأتي كما أنّنا القادرون على أنْ نعيد الأمس ونعيشه اليوم بالطريقة التي نريد ونبغي، لطالما نملك ثقافة الحياة وأيّ حياة هذه التي نمتلك ثقافتها.. إنّها ثقافة الحياة بالآخر وللآخر انطلاقاً من الآخر القابع في ذواتنا التي اجتمعت فيها كل ذوات العالم تشابهت بل تطابقت في مفهومها وفهمها للحياة والمعاني والإسقاطات، للكلمات والعبارات بل لكلّ ما يصبّ في خانة الإنسان وفي أيّة بقعة أو مكان على وجه الأرض وفي مختلف الجهات، وإذا كنّا نقول جازمين باختلاف التّمظهرات الشكليّة والأشكال الخارجيّة والتعبيرات المتعدّدة حول هذا المفهوم أو ذاك فإنّه يبقى المعنى والجوهر واحداً للجميع والكلّ يسعى إلى تطبيقه بل تعميمه وأنْ يعيشه بمحيطه عبر سلوكياته اليوميّة وأفعاله الإراديّة منها وغير الإراديّة.
ولن يستطيع الإنسان أنْ يكون ما أراد لذاته أنْ تكون في هذا الكون الفسيح المكوّن من كائن وكائنات ليكتمل بهم على مختلف الانتماءات وتعدّد الولاءات وبقاء صفات الإنسان المؤمن بأنّ الإنسان أخو الإنسان في كلّ زمان وأيّ مكان ولن يكون ذلك مُترجماً إلا عبر معرفته بأنّ المحبّة قادرة على أنْ تفعل كلَّ ما نريد وأينما نريد ومتى أردنا أنْ نفعل؟ فإنّنا القادرون على ترجمة هذه المقولة: بالمحبّة نفعل ما نريد وهذه هي المحبّة تفعل كل شيء جميل وحلو.
نعيم علي ميّا