العدد: 9310
12-3-2019
مفردات الصّياد والشِّباك والبحر والمرأة وغيرها توالف فيما بينها لتنسج لوحاتٍ وأيقوناتٍ يرحّب بك أبطالها الذين تصدّروا جدران غاليري (الحكمية) في معرض التشكيلي هيثم شكّور (عودة الصّياد)، الذي عاد ليلقي بصنارته وشِباكه بين أهل الفنّ ومتذوّقيه الذين شاركوه افتتاح معرضه يوم الخميس الماضي.
جدارياتٌ ولوحاتٌ بمقاييس مختلفة ودرجاتٍ لونيّة متباينة أطّرها صيّاد ماهر بخصوصية عالية، وتفرّد متميّز، ضارباً بريشته مساحات ذات مدىً لونيّ شاسعٍ، فيها من التباين والتّضاد الكثير، تحمل وجدانيات الحبّ والفرح والسّلام.
الوحدة التقته في افتتاح معرضه (عودة الصّياد) وكان الحوار الآتي:
عودة الصّياد هو نتاجٌ فنيّ لنحو أربعين عاماً، بهذه الكلمات عبّر عن معنى (العودة)، من الطبيعة إلى التجريد الرمزي بأعماله، وتابع الفنان هيثم شكور: ركّزت في لوحاتي على رسم الحياة المليئة بالفرح والسّلام والمحبّة، وبدأت بالمرحلة الانطباعية للّون التي تحمل الانسجام والتّضاد والعمل على دائرة نيوتن التي اعتمدتها في رسم الطّبيعة ثم تحوّلت إلى الرّسم في الاستديو وأصبحت الألوان عبارة عن محاكاة وقياس ونسب، تغيّرت بما يخدم اللوحة، فالأحمر أحمر والأخضر أخضر..
وعن المساحات اللونية الكبيرة في لوحاته قال: هذه تجربتي الأخيرة واعتمدت في لوحاتي السّابقة على السّكون، أمّا الآن نراه أعمق في وجود الفراغ الذي أعطاه مدّاً تاريخياً أو عاطفياً أو وجدانياً..
وأوضح الفنان هيثم أن هذا المعرض يمثّل خلاصة تجربته الفنية، وفق عناوين متنوعة انطباعية رمزية تجريدية، وأنّ ما يقدمه لا يُقاس بالكمّ أو الحجم أو الأطوال، وتمثّل عودته إلى ذاكرته الماضية ولقاؤه زملاءه وأصدقاءه، وتبادل التّجارب والخبرات معهم، وعبّر عن سعادته الغامرة للقاء جمهور اللاذقية الذوّاق والعاشق للفنّ، وأهله.
وعن انعكاسات الحرب وتفاصيلها على لوحاته، قال: كلٌّ منّا تأثّر بالأزمة التي مرّت بها سورية الغالية، وحاول أن يقدّم شيئاً خاصّاً به،البعض رسم الخراب والدمار والحرب، أمّا أنا ولأنّي إنسان روحاني أردت أن تكون نظرتي تفاؤلية، نظرة حلم وحياة وأمل، نأمل السّلام والأمان لوطننا وأن تسكنه الطمأنينة والرّاحة والسّكينة كما تسكن شخوص لوحاتي (الصّيادين) تحديداً.
كما التقينا عدداً من النقّاد التشكيليين والحضور، منهم:
الفنان والناقد التشكيلي سموقان الذي أكّد أنّ الفنان هيثم شكّور من الأسماء الكبيرة محلّياً وعربياً ومن روّاد التشكيليين ومعرفته به قديمة، وتابع: نراه في معرضه هذا يقدم لنا بعضاً من تجربته القديمة في الطبيعة ومع الصيادين في تواصل فنّي مستمر، وهو مبدع في رسم الأيقونة، لذا يقدم لنا صيّاديه كقدّيسين, وهو فنّان أنيق يستخدم ألوانه برقيّ في لوحاته التي يترك فيها مساحاتٍ كبيرة فارغة ذات مدىً واسع للمشاهد الذي يرى الصّياد بوضوح كبير، كما أنه يعتني بكلّ تفاصيل لوحاته, وهو الذي يرسم بصمت ويقدم تجارب مختلفة.
الأديبة كلاديس مطر: الفنان هيثم شكّور عالميّ، يختزل في معرضه هذا كلّ مراحله وتجاربه الفنية منذ ثلاثين عاماً وتطوّرها من المائي والزيتي بما يتناسب مع تطوّره الثقافي والفكري، لاسيما أنّ لوحاته تحمل الفلسفة والرؤية الفنية الشخصية الخاصة به، يعلم جيداً أين يضع لمسات ريشاته وكيف يضرب بها؟.
التشكيلي بولس سركو: التشكيلي الكبير هيثم شكّور له اسمه وأسلوبه الخاصّ به والمميز، واستعاد في معرضه (عودة الصّياد) تجربته السابقة إضافة إلى تجربته الحديثة التي عرضها بأسلوب فنيّ رائع، يشكّل نقلةً نوعيةً في مسيرته الفنية الحافلة بالإبداع والتميز.
هذا ويستمر المعرض حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
ريم جبيلي