رسالة من قاسيون…

 الوحدة 11-5-2021

أنا قاسيون، شموخ دمشق وحكاية سورية وتاريخ تضرب جذوره في أصل الحضارة وتثمر فروعه في سماء الحاضر وتتسلق أغصانه جدران المستقبل، على أعتاب صخوري تحطمت سنابك خيول الغزاة، روم ومغول وتتار وصليبيون وعثمانيون وفرنسيون وصهاينة، ذوى الغزاة وبقيت صخوري صهوة المجد يعتليها فرسان النصر من اليرموك إلى تشرين، بقيت دمشق شآم العزة وجلّق الفخار وبقيت أنا قاسيون شاهداً على مجدها وعلى سفحي سالت دموع آلامها وأحزانها وتصعدت في أديمي زغاريد انتصارات ياسمينها، على مر الزمان كنت مع دمشق أعجوبة تآخي الصخر والياسمين.

اليوم أعيش أنا قاسيون مع دمشق حكاية الألم وألم الحكاية، اليوم يُعتَصرُ وجع التاريخ كله في عشر عجاف عصف فيها ربيع الجراد بأرض الشمس وكأنما بعثت جحافل الغزاة من قبورها وتكالبت مجتمعة تريد من ياسمين دمشق انتقاماً وما زاد في الجراح نزيفاً أسنّةُ الأبناء غرسوها في رحم أمهم كمن يريد اقتلاع قلبه بيده، لكنها صخوري صهوات المجد اعتلاها حماة الديار فبلسموا بدمائهم جراح الياسمين واجترحوا على سفحي معجزة ثالوث المجد الخالد… الدم والصخر والياسمين، انحسر الجراد وذوت راياته السود بمختلف ألوانها وعصف نصر الحماة بالربيع المشؤوم وعلى قمتي فوق صخرة عزّتي لازال عرين العروبة بيت حرام ولازال عرش الشموس حمىً لا يضام ولا زلت أنا قاسيون شاهداً على بروج العلا في ربوع الشآم.

اليوم أعيش أنا قاسيون مع دمشق حكاية الأمل وأمل الحكاية، اليوم يُعتَصرُ زهو التاريخ كله في استحقاق الأمل، اليوم يستحق السوريون بلسمة ألمهم وتجديد أملهم، اليوم يستحق السوريون شمسهم وأستحق أنا قاسيون عرين العروبة فوق صخرة عزّتي.

شروق ديب ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار