بين الشط والجبل .. على ضفاف القلب

الوحدة 10-5-2021

 

 

كنا قد همسنا في صمت المرايا ألا تلتفت لسنابل بيضاء شاخت في الرأس، ولا لملامح التعب فوق جباهنا الحزينة..

لم يعد الوقت كافياً للرقص مع زوربا.. لم تعد المقاهي أنيسة وحشتنا.. وذلك العطر القديم الذي كان ينبعث من نهاية آخر زقاق في الحي تلاشى رويداً… رويداً..

كنا قد ارتدينا اللهفة ذات وجد، وكتبنا لمطر يورق في داخلنا، يحضر الحقول إلى أسرّتنا، وقوس قزح، ومواويل الحنطة والحصاد..

كنا قد كتبنا، وقرأنا بالحب والدمع، لكن اليوم باتت مفرداتنا غريبة، فبائعة الكبريت لم تجد من يقرأ سطراً واحداً في حكايتها.. وأليس في بلاد العجائب فقدت ذاكرتها الجميلة وغطت في كسل طويل…

كل صباح، نبحث عن قطعان من الغزلان كانت تسرح في غابة القلب.. تعيد إلينا نبضنا الهارب من لائحة الأسعار اليومية وهموم معيشية بسيطة، تمشي فوق حشائش العمر بحذر وتخاف أن توقظ فينا حنيناً يوجع كطعنة في الخاصرة…

وجه جدتي وهي تغزل رغيف الصباح، وتحيك سترة للشمس ولأسراب الحمام البلدي في سماء قريتي المكتظة بآلاف الحكايا والمتخمة بنجوم لا تنطفئ، لايزال عصياً على النسيان..

وجوه دافئة مثلها أيضاً.. لم تكن تنتظر رسائل التكنولوجيا لتعجن قرص الحياة وتضيف الزبدة والسكر إلى أرغفة الصباح المشتهى، ولم تكن تحتاج إلى دعوة رسمية لتمسك بحلقة (الدبكة) أو تغني لذلك الفرح  القادم من أقاصي الأرض..

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار