العـــــدد 9309
الإثنـــــين 11 آذار 2019
كثيراً ما نتعرض لمواقف تجبرنا على الرفض والتصدي لها احتراماً لإنسانيتنا والذوق العام، وتبدو هذه المواقف رغم عفوية حدوثها ضرباً من ضروب الإخلال بقواعد اللباقة والاحترام . . .
لعلّ ما تعرضه بعض القنوات من أغنيات وبرامج وإعلانات تتسم بطابع الفوضى والاستهتار بذوق المشاهد وفكره يشكل جزءاً من هذه المواقف!
حتى بعض صفحات التواصل الاجتماعي التي تضخم الحدث وتلفّق الأخبار باتت عبئاً ثقيلاً يقتحم حياتنا . .
وماذا عن جدران مدينتنا ومرافقها العامة ومداخل الأبنية التي تكتظ بصور وإعلانات لمعاهد ورياض أطفال وأوراق نعوات وصور مرشحين وفي أحيان كثيرة تتنافس هذه الإعلانات وتتزاحم فلا تكاد تميز بينها وبين الجدار… ألا يحق لنا الاستمتاع بمنظر مدينتنا دون أن نُجبر على قراءة إعلان قديم أو حفظ ملامح مطرب أو مُرشّح لكثرة تكرارها!!
ماذا عن حدائق تحولت إلى ملاذٍ شبه دائم للمراهقين والطلاب المتسربين من مدارسهم وفي أحيان كثيرة نلمحُ أشخاصاً يخلّون بالآداب العامة في تلك الأماكن!
ماذا عن أرصفة ضاقت بخطوات المارة واتسعت للبضائع والقمامة المتراكمة والدراجات الهوائية والنارية!
ماذا عن المتنبئين الفلكيين الذين يقتحمون هدوء حياتنا بين حين وآخر، ويجزمون أنهم يعرفون كل شيء، والأغرب أن تجد من يؤمن بافتراضاتهم إيماناً مطلقاً وكأنها حقائق مؤكدة . . .
ماذا عن بعض زملاء العمل الذين أدمنوا الثرثرة واغتياب الآخر والتداخل في الخصوصيات، وتناسوا الهدف الأساسي لتواجدهم في مكان العمل حتى تحولوا إلى عبء كبير . . .
ماذا عن بعض الأعمال الأدبية الصادرة والممهورة بموافقة النشر رغم إخلالها بقواعد اللغة والأدب والشعر!
ألسنا بحاجة إلى إعادة التوزان بين حياتنا وأذواقنا . . .
على الأقل نحن بحاجة إلى رفض بعض المواقف الخاطئة حتى لا تتراكم وتصبح كصدأ عنيدٍ يعلو مفاصل حياتنا اليومية!!
منى كامل الأطراش