الوحدة 4-5-2021
من أين يستمدّ السوري قوته, وكيف استطاع خلال سنوات صعبة خلت أن يحافظ على عنفوانه, ولماذا هذا الإنسان العظيم دون غيره يرخص كلّ غالٍ عندما يتعلق الأمر بسيادته وقراره؟
المتتبع لتفاصيل تعامل الإنسان العربي السوري مع الوقائع منذ اليوم الأول لهذه المؤامرة الكونية عليه يستطيع أن يستخلص بعض المزايا الخاصة به, والتي جعلت منه (ماركة مسجلة) ومتفردة..
– يضجّ المواطن السوري, وينقّ, وقد لا يعجبه العجب, ولكن ما إن يحاول أي طرف (خارجي) أو متآمر اختراق هذه التفاصيل حتى يستحضر كل وعيه, وكل جبروته, ويضعها في خندق المواجهة الحقيقية دفاعاً عن نفسه, وبالتالي دفاعاً عن بلده..
– كلما حاول الأعداء التقليل من أهمية ما تفعله سورية كدولة, كلما زاد حرص المواطن على الدولة ومؤسساتها وقراراتها, موضحاً للعالم أن سورية خط أحمر بالنسبة لأبنائها..
– وعى الإنسان السوري فحوى المؤامرة عليه, وهبّ باكراً للتصدي لها مع أن الفاتورة كانت مؤلمة بكل الاتجاهات ومع هذا لم ييأس.
– في زمن (الحرب) يتسابق الشباب السوري إلى ارتداء البزّة العسكرية, بل ويضعون (واسطات) من أجل قبولهم في الكليات العسكرية, في وقت يفرّ فيه الآخرون خوفاً على حياتهم!
قبل شهر ونيف, ربما لو سألت الناس لقال بعضهم: الانتخابات لا تعنيني, أما الآن, ومن خلال تواصلنا واحتكاكنا مع شرائح مختلفة من المواطنين فإننا نلمس إصراراً كبيراً من قبل الناس على تحويل يوم 26 أيار الحالي إلى عرس وطني كبير, رداً على محاولات تشويه صورة هذه الانتخابات والتشكيك بها قبل أن تتم, وهنا بيت القصيد, فقد كان الرهان دائماً على وعي الإنسان السوري, وعلى قدرته على التمييز بين العدو والصديق, وقدرته على النهوض بواجبه والدفاع عن حقه.
عندما يكون الإنسان السوري على هذا القدر الكبير من الوعي ومن الاستعداد للتضحية في سبيل بلده, والإخلاص لتاريخه وحضارته فإن المسألة لن تحتاج إلى شرح مفردات..
يكفي أن نرجع كل نصر, وكل أمل, إلى أننا سوريون، فالمجد عنوان يتزيّن باسم سورية.
غانم محمد