الوحدة : 29-4-2021
لكلٍ منّا أحلامه وكلٌّ يريد أن يثبت أن بإمكانه إنجاز شيءٍ متمايز وأنه قادر على إقناع الآخرين بما يريد إنجازه وأنه قادر على أن يجعل العالم مكاناً أجمل.
لذلك فهو يتخيّل نوع الحياة التي يرغب بها ولا شك في أنه يريدها حياةً كاملةً تنمو فيها السعادة ويملؤها الحبور إلا أن دون ذلك معوقات كثيرة.
فـ (الروتين) واحد من الإحباطات التي تضعف الأمل بتحقيق بعض الأحلام لدى كثيرين فيقلّ بذلك المجهود المطلوب لتحقيق الحلم بل يمكن القول: إنها تتبدّد لدى كثيرين.
×××
فقدان الثقة يضعف الهمة فالحياة ترتكز على كيفية الحصول على القوة اللازمة لبلوغ تحقيق الهدف وهنا يقع الإنسان فريسةٍ للشعور بالخوف والوحدة فيبدأ الحلم كان معششاً بالتلاشي ويبدأ الفشل مشواره وتتلاحق الإحباطات ويغزل اليأس ثوبه الأسود علماً بأن هذه الإحباطات يجب أن تضع أسساً جديدةً لتكوين مفاهيم جديدةٍ والتي يجب أن تصل إلى مستوى الحياة التي يطمح بها المرء.
×××
ليس عيباً في أن يسقط المرء لكن العيب في ألّا ينهض ثانيةٍ وحين يركّز المرء على الارتقاء إلى مستوى أفضل فإن عليه أن يطوّر نفسه وأن يسعى جاهداً ويكتسب مزيداً من التفرّد الذي يمكّنه من تحسين حالته ومن تطويرها.
×××
إن أحد الأسباب التي تجعل القليلين فقط يحققون ما يصبون إليه هو أن كثيرين لا يوجهون مركز ارتكازهم كما أنهم لا يركزون على قدراتهم فمعظمهم يمضون في حياتهم وهم يجرحون أقدامهم دون أن يسعوا إلى إتقان أمرٍ ما يهم حاجتهم.
×××
قال بنجامين دزرائيلي: (ليس الإنسان هو مخلوق الظروف بل الظروف هي من بني صنع بني البشر) إذاً ومن هنا فإن ظروفنا التي نرى بعضها عصيةٍ إنما نراها كذلك لأننا عاجزون عن استنباط حلول لها، وكذلك أيضاً فإن الظروف الميسّرة هي كذلك لأن أصحابها أرادوها ميّسرةً فجادت كما أرادوا ومن هنا نخلص إلى أن بإمكان المرء أن تخيّر حياته التي يريدها فإن كانت محبطةً آلت الاحباط والعكس صحيح.
سيف الدين راعي