الوحدة: 28-4-2021
أسأل كلَّ عابر من أنت؟ لعلي أعرف في شفة العابرين, من أنا.. لوكنت قناصاً يا سيد (أوديب) وتقف على إحدى الزوايا, أو فوق برج عالٍ تتربص كذئب لتطلق النار على أي كان, دون أن تسأل: إلى أين يقصد في طريقه؟ إحضار طعام لأطفاله؟ أم زيارة أب وأم مريضين؟ صديق يشتاق لقاءه؟ موعد مع امرأة, كانت تنتظره في العشق القديم؟؟.
×××
لقد تعلمت من الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر.. غاندي.
كنت تسابق الريح في الحصول على خلاص وطنك من سجنه البغيض.. وكانت الريح تأتي إليك، فتوقظك كل صباح.. وسادتك الحجر والحبُّ, فتهتف معك, أمام الجموع من شعبك: غداً تشرق الشمس.. غداً يبتسم الحور للمطر.. غداً نحطم سلاسل العبودية.. غداً نطير عصفور الحرية, ونغرد معاً في سماء الوطن..
×××
افتح كتاب روحك, واقرأ عن قصص الذبح القديم .. إنه الذبح المقدس, أسطورة كلِّ العصور.. التاريخ, نهر يفيض بالمذابح المقدسة, الأشبه بالأساطير الخارقة..
والآن, أغلق كتابك وأجبني: متى ينتصر الحق (العقل)؟ متى تسقط تلك الأساطير, المتخمة عروقها بالدم والقتل والذبح المقدس؟ متى تسقط عبودية العقل؟ متى؟!
×××
بين روحك والبحر مسافة من دمع.. بين ألق الحلم ورحلة التعب الطويلة, تتكسر الذكريات كغصن يانع.. هي الحرب, لا تحمل لنا سوى الفجائع والدموع, والخراب.. هي الحرب, أشرعة ممزقة, وحطام في الأعماق.. هي الحرب, نعوش وأشلاء للعائدين من ميادينها الرجيمة.. إلى متى سنظلُّ نجذف في مراكبها؟ ماذا تبقَّى لنرويه لأطفالنا القادمين؟ عن الطفولة, والألعاب الجميلة, وأسفار علي بابا متى سننصب الأراجيح للأطفال العائدين من مدارسهم, بدل المدافع والراجمات؟! كيف سنعوِّد أذانهم على سماع الموسيقا بدل أزيز الرصاص ودويّ الانفجارات؟
بديع صقور