وقال البحر .. سماء وجه مغطىّ بالدموع

الوحدة 18-4-2021

-أمس، وقبل المغيب، شحرورة حطّت بالقرب منّي، أرسلت صوتاً شجياً، ولكي لا أخيفها أوهمتها بانشغالي عنها، وأنه لا خوف يترصدها.

 راحت تدور برأسها متابعة حركاتي، ولم تغب عيناها عن مراقبتي، حتى إذا ما اعترتني سعلة أجفلتها صفقت بحناحيها وغابت بين قامات البرتقال..

×××

عدت إلى ذكرياتي, فانتصبت في رأسي همهمات الأسئلة الحمقى، لمَ غادرتني الشحرورة؟ لم لا يكون بإمكانها البقاء؟ لم ليس بمقدورنا أن نشعرها بالأمان الذي تحتاجه؟

أحسست بالأسئلة وكأنها (قوى انفجارية) وأن عليّ أن أجد أجوبتها، أنّ عليّ أدعها تنفجر في داخلي فأخذت أحرّضها، أشعل فتيلها، ودوّى بصدري انفجار رهيب.

×××

تجمعت غيوم سوداء، رقّ الهواء وبرد, وبدأت زخّات من المطر هطولاتها, رحت أراقب حبات المطر المتساقطة, وأرنو بعينين حزينتين إلى عصفور (أبي الحن) لاجئاً إلى وريقات البرتقال ليدرأ منه مطراً ما كان متوقعاً.

 أحست بقلبي يكاد أن يقع وتساءلت: كيف يمكن لأي كان، في لحظة مجنونةٍ أن يزهق روح عصفور (كأبي الحن)؟ تابع المطر هطوله وتابع أبو الحن اختباءه، إلى أن أشرقت الشمس من بين غيمتين، فاشرأب جناحاه وحلق بعيداً.

×××

 أخذ المشهد المغسول بضوء الشمس يرفرف أمام عينيّ كفراشة ربيعية، حينها سمعت أعماقي تصرخ دامعة، ورفعت رأسي إلى أعلى ورأيت أن للسماء وجهاً  مغطى بالدموع.

×××

عدت بعمري إلى عمري، عدت بذاكرتي إلى ما مضى فاستعدت ما قرأته ذات عمر من مقطع يقول: (الضباب قد يصير مادياً والكذبة قد تصبح حقيقة, لكنّ الروح تبقى تغنيّ من عشّها القائم على أغصان الأمل).

وقفت عند ما قرأته مردداً عجز بيت شعر يقول:  ما أضيق العيش لولا فسحة أمل!

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار