بين الشط والجبل … كواليس مهملة ..

الوحدة 18-4-2021

أمشي في الطرقات القديمة، ألاحظ الشوارع المهجورة، تقبض على قلبي مشاهدةُ خلوها من الحركة، نسميها اليوم شللاً وبالماضي كانت تلك هي الصورة الحقيقية للمدينة، الهدوء يعم الشوارع، لا رائحة كيماويات تملأ الفضاء وتمرض الجسد، لا أصوات مزامير وأبواق صادحة طنانة تثير الأعصاب، لا مهملات تتقاذف من شبابيك السيارات، لا أصوات موسيقا عالية تزلزل بها الآفاق، لا تشفيط وسرعة مرعبة اعتادها كثر، تخيلت لوهلة أحصنة تتراكض في الشوارع الفسيحة الخالية وعليها ربانها كما كان يشرح لي جدي الحنون، شوارعَ تشبه صور الأبيض والأسود التي تستهويني في أيامِ الخيرِ والجمال في مدينتنا وأنا أتأمل البساطةَ آنذاك، لكن ينقطع شريط التأمل وأنا أرى طابوراً طويلاً لمسافاتَ شاسعة من أفواج السيارات انتظاراً على كازيات البنزين، وأسمع شكوى الناس التي لا تتوقف عن الحال والمآل، أستنشق الهواء العليل بعمق وأتابع المشي بنشاط واسترجع الأمثلة التي تقول بأن الصحة هي الكنز الحقيقي، الصحة الجسدية والعقلية في مجتمع تغير، وربطت بين ما كنا وكيف أصبحنا، بين ما كان الحال وكيف وصلنا له من ضنك وأن نحسب حساب أي شيء في ظل عدم توافره، هل هي فترة لمراجعة الذات وإعادة البرمجة لأنفسنا، أما أنَ لنا أن نرتقي  جميعنا بلا استثناءات؟

تيماء عزيز نصار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار