الأمل … الفشل ليس نهاية العالم

الوحدة: 15-4-2021

 

الحياة ليست مجرد صفحة بيضاء, بل مليئة بالعقبات والصعوبات على نفس الدرجة التي يملكها من المسرات , والأمل موجود في أعماق النفس الإنسانية بكميات غير قابلة للنضوب, والشخص المتفائل لا يفقد الأمل بالتقدم نحو الأفضل ويجعل الحياة تستحق أن تعاش .. يقول فيلسوف الأمل ارنست بلوم: ( الأمل هو اعتراف بأن الأفق مفتوح , وإقرار بأن المستقبل لن يكون إلا كما نريده).

 الأمل ليس تهور واندفاع, بل هو خلق وإبداع وإقبال على الحياة وهو سلام طبيعي منحه الخالق للإنسان ليساعده على التعايش والتصدي والانتصار على ضغوطات الحياة والوقاية من أعتى الأمراض ووسيلة تساعده في رفع الروح المعنوية واكتساب المزيد من خبرات دعم الذات وطرق التفكير الإيجابي للأمور لقلب ميزان الأمور من السلبي إلى الإيجابي ويتكشف بواسطتها إمكانية التغيير الذي يدعونا للعمل لتحقيق ما نصبو إليه .

 مع الكم الهائل من الضغوطات والاحتياجات التي تثقل كاهل أجسادنا وأرواحنا وأحلامنا وصارت حياتنا كلها خربشات لا معنى لها وصار الألم برغم بريقه واتساع مساحاته قاتماً دامساً كقطع الليل المبهمة والأيام المظلمة أسدلت ستارتها المحملة بكل أوزار الكون على صدورنا وتبدلت روزنامة الحياة وسارت في زواريب محفرة ضيقة لم تكن في الحسبان ينغصها الكثير من التفكير بالهموم وحصاد المزيد من الوهم والسراب وصار الكثير من السوريين كالأرواح الضائعة الهائمة على مسرح الدنيا في صراع البقاء ومحاولة التقاط العيش مسلحين بالإرادة القوية التي تدفع نحو الأمل بالخلاص الذي ينتظر بفارغ الصبر على تخوم الوضع والخوف والتردد.

إن ناموس الكون يقضي بشروق جديد بعد كل غروب فاجع فالأمل يبلل التراب بالندى والمطر لا بالدموع الكالحة البائسة, ويولد من رحم الأحزان ويشعل الروح توقد أو حماساً بدلاً من التقوقع والخنوع والاستسلام لليأس, وأحياناً يتوارى خلف المعتم من حياتنا ومصائبنا السوداء المتراكمة حولنا , وما علينا إلا ترك الباب مفتوحاً لمرور بقعة الأمل المضيئة رغم بهتانها كونها تشق طريقاً في الظلمة . فنحتاج للأمل مهما غبش الصباب وانتشرت مساحة السواد وضرب الفقر والحصار طوقه علينا, فالأمل صناعة معنوية علينا استحضاره كلما ضاقت الروح وغصت النفوس بأثقال حملها والتفكير به حتى لو كان الإنسان محاطاً بعالم من اليأس المدقع وحين تضيق مساحات التفاؤل وتتقلص عناوين الفرح والسرور علينا البحث عن أبواب جديدة للأمل للتخلص من مخزون التشاؤم وخلق ظروف إيجابية ملائمة وأن لا نتوقف عند الفشل ونعتبره نهاية الدنيا ونبدأ حياتنا من جديد والمضي نحو المستقبل الأفضل.

 لا مستحيل أمام الإرادة والعزيمة فهي تبدد أوهام القنوط والاستسلام وتحرض النفس للخروج مما ألم بها من تعب ووهن وحزن , والأمل دعوة للحياة وإعادة النبض لها والتمسك بكل ما هو جميل, وهو ثروة حقيقية5 واليأس فقر حقيقي وبالأمل والإرادة والتصميم نرمي عن كاهلنا احباطات الأوهام وفتور العزيمة ونمضي بإصرار للعمل على تحقيق النجاح .

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار