الوحدة: 15-4-2021
الأحلام الصغيرة لا تبقى صغيرة مثلنا تكبر كل يوم ، تولد معنا في الأيام الأولى تصرخ حتى نتنبه لها وبعد وقت تحبو بصمت حتى تستطيع أن تقف على قدميها وتمشي متعافية أو هرمة ، يأخذها الليل معه إلى بلاد بعيدة صامتة لا تبوح ، تعيش تفاصيل اللحظة بلا صخب، تكبر كما يحلو لها في عالم مجهول ترتدي_ ما تشاء من الألوان- رغم البرد ثوباً شفافاً وعطراً دافئاً من دون ملامح. تتجول في الشوارع العريضة والأزقة حرة من دون جواز سفر تتجول وبابتسامة ساخرة تمر، مسرعة لا تنظر إلى الزمن فهو غير قادر على منعها من العبور عبر زوايا الوقت تختبئ آخر الليل في عيون متعبة منهكة احتبست دموعها وهي تستعيد تعابير طفولتها مرة وشبابها مرة اخرى حتى تنطفئ إذا دخلت الشمس مدارها ، تستسلم للنور ، تمر الأحلام على طريقتها في الخيال فارغة من الاضواء، يبددها الواقع اللعين، يمزقها بأظافره فلا تجرؤ أن تكشف عن وجهها حتى لا يقتلها الدخان وتضيع مشردة تتصاعد مع أنفاس مريضة. محكومون بالظروف مهما بلغنا من صلابة ومهما تسلحنا بالصبر ومهما ادعينا من قوة نخضع لأحكام الكون ، نستسلم لموسيقى الألم نرقص على نبض الوقت ، نقاوم الاحتراق هذا هو الواقع خلف ستارة الأحلام يبدو شاحباً ملوثاً ممزقاًصامتاً بلا ظل ولا ذاكرة. باختصار نخاف أن نبوح بأحلامنا حتى لا تنهار و تضيع علي حواف الواقع فارغين من الذكرى نتوغل بأحزاننا، ننام جائعين يقضم البرد أجسادنا وتنال الظلمة من أرواحنا مستسلمين للظروف نتكئ على ما تبقى من العمر. مستسلمة أرواحنا للموت ونحن ندرك أن الروح عندما تموت يفنى الجسد إنها الظروف وحدها تقتل الأحلام .
زينة وجيه هاشم