الوحدة: 8-4-2021
مئات الوفيات المفاجئة، وآلاف الإصابات المستجدة، ومازال جارك متشبثاً بالسلامات الحارة، مع ابتسامة سخرية لأنك تتخذ من الوقاية درعاً للنجاة، فهو غير مقتنع بكورونا حتى الآن، وإن حشرته في الزاوية، سيقول:(الله الحامي)، وربما يجلدك بخطاب قاس عن قلة يقينك بالله، فيرغمك على استخدام نفس الأسلوب في وجهه، والاستعانة بقول الله تعالى:(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
وأنت تتحدث عن خطر كورونا، يدهشك أحد الحاضرين بالسؤال التالي: هل أنت من المصدقين لهذه الكذبة؟.
هنا ينتهي الكلام، وتعجز المفردات عن صياغة جملة مفيدة، و يصل إلى مسمعك أنين ميتٍ للتو بوباء العصر، أو صرخة مستلقٍ على سرير الموت يحذرنا من لعنة الفايروس، فهو قاتل فتاك لا يرحم ضحاياه، و لا يعطيهم فرصة لالتقاط الأنفاس.
منذ مطلع العام الدراسي وحتى قرار إيقاف المدارس،قرأنا آلاف المنشورات الناقدة لوزير التربية لأنه أصر على استمرار العملية التعليمة، وكل من أدلى بدلوه في هذا الشأن، كان يغلفه بعبارات الحرص على صحة المجتمع، والخوف من وباء يحصد الأرواح، ويقوض سلامة الأجيال، ولكننا رأينا مع اللحظات الأولى لقرار الإيقاف حالات اللامبالاة، فهرع التلاميذ إلى الشوارع محتفلين بالخبر(الجميل)، ليعلنوا سقوط أهاليهم المريب في مستنقع اللامسؤولية. كورونا ليس فسحة للرفاهية، وليس مرتعاً لطرد الأبناء إلى الشوارع كي ينعم الأهل(بنفس نرجيلة) على رواق، إنه وباء خطر قد يصل إلى مستوى الكارثة يا أمهات الأمة!!!.. تحدثنا هنا مئات المرات عن قسوة هذا الفايروس الخبيث، وانتقدنا مؤسسات الدولة لأنها تساعده على الانتشار بعدما عجزت عن فض اشتباك طوابير الخبز، وزحمة المواصلات، ولكننا أصبحنا على يقين بأن قسماً كبيراً يستخدم هذه الوقائع ليبرر عدم التزامه بوسائل الوقاية، فلو خصصت لكل واحد من هؤلاء وسيلة نقل منفردة، ولو خصصته بفرن كامل لوحده، لما كلّف نفسه عناء وضع الكمامة على مبسمه (الهوليودي)، وسيصر على ممارسة حياته بشكل طبيعي، وكأن شيئاً لم يكن.
إن السعيد من اتعظ بغيره، فأشيحوا بطرفكم نحو أحباب غادروا دنياكم من دون وداع، وتذكروا أن إهمالكم لسبل الوقاية قد يكون سبباً بحرمان عائلة من معيلها، وعلى أقل تقدير، تخيلوا أنكم قد تغادرون الحياة، وتتركون خلفكم عائلة هي بأمس الحاجة إليكم.
غيث حسن