الوحدة 28-3-2021
هي ضحكتي.. رحلت مع القافلات التي تعبر الرمل، علمتني أن أعيش العمر منفرداً في وحدتي نائياً عن جسدي، غريباً عن ذاتي.
×××
ها أنا، بدأت أنزف أيامي, ألقي بها على بيادر من هيام، تقمصت ضجري ورحت أفر إلى قلبي من وجعي, وأحوم حول قباب طفولتي, أرش طيوبها على ضفاف شيخوختي التي عاجلتني، أنا الـ (كان) يمضي في صباحات المطر، ألمّ سلال الهوى من شفتيك البنفسجيتين وأصغي إلى كلماتك الـ (كانت) طوافة ومسافرة في نسغ أشعاري و قصائدي.
×××
أسترجع صورتك الآن, إنها تشبه (صبا الصبح) تزدهرين كجورية عاشقة تحرسها أشواكها إن فكر عابث أن يلهو ويمرح.
أسترجع صورتك وأرى خطواتك تتبعثر والمدى، يومها كان الدرب إليك مشرق العينين ينضح جلناراً وطيوناً وقطفات حبق.
×××
أعرف أن موجة الدمع لا تزال في العينين, تغفو خلف الجفون الراعشة, تخزن أمواجاً من النور راحت ترشها مشبعة بالأمل المؤمل على قباب الغد وتمطر بيلسان وقمحاً وزيتوناً.
×××
أعياني التلهف للضياء، فيممّت وجهي شطر شقشقة الفجر ورحت أشم روائح الضوء الزاحف في قوارب من حلم أخضر.
ساعتها أحسست بأن الشقاء انزاح من عروقي، واخضرت مسارب قدمي وأطلقت حلماً ما يزال طوافاً، يبغي مقيلاً وراء دمع الانكسارات.
×××
هي الآن تثلج، وأنا الذي يخاف البرد, وياما تدفأت بكلماتك, والتحفت بنظراتك وتدثرت بغنجك, ثم غفوت كطفل شرير في أحضانك.
×××
إنها تثلج الآن, وأنا الذي كنت أرى نفسي أكبر بين الضباب والخيبات والغياب ولكم تشهيت مقبلاً ينسيني عواء الشرفات, نباح الأزقة الموحلة، وصراخ جارتي التي كانت تهر كل صباح, وترسل الشتائم الملونة.
سيف الدين راعي