الوحدة 9-3-2021
مبحوح الريح رحت ألعق المدى. وثمة صيحة انطلقت، تبعثر الصمت من حولي، كانت أحلامي قد أخذت تتراقص ظمأ، ورأسي يتآكلها القلق، فرحت أتنزه عبر خطوط الدخان البارد، وراحت تمرّ بي قوافل من أفكار ومطالع قصائد، ورحت أوزع نبضي على كل السواقي، وتحت كل شجرة جلسنا فيئها، وعلى إطلالة نافذتك الزرقاء المفتوحة أبداً لمعانقة وجهينا.
ساعتها، لكم وددت لو أن لي زقّا من خمر النسيان.
×××
على غفلة تهادت أصوات أمواج البحر، كانت تدندن للوجد الضارع في قلبي وانطلق دعاء خفيّ راح ينداح غمام بخور وصلاة.
أحسست أن البحر يهديني صخبه لكي أستكين من غضبي، فتلّفت حولي لأرى السهول كلها مفتوحة الأشواق، سكرى تفيض على ما حولها ياسميناً وطيوناً ونعناعاً.
ورأيت غصن الشمس يخضرّ على الموج المزبد، وكان كل شيء ساعتها ينهض من سباته، ثم يمشي إلى لقائك، ورأيتني أتمتم: يا أنت لقد أهلكني هواك.
×××
على قلق أتاني صوتها، كان نهراً من دفء تستحم به الخلجات، قال معاتباً: أعرف أن الأجوبة تهرب من دمك، الحب يا صديقي يحتاج إلى الصدق كي تنبت مواعيده، وكي يصعد الفرح، وأنت لطالما رأيتك تمشي وبصحبتك صمت الفصول.
أعرف أنك تكره الأسئلة الاستنكارية وأعرف أيضاً أن دروبنا الكانت متعبة النبض كانت تلاقينا في خصامنا فتزهر بوابات العبور.
×××
يا أنت..
علّمتني الشتاءات أن أدثر خوفي ببوح الربيع.
سيف الدين راعي