الوحدة : 8-3-2021
لا شيء تغيّر فينا إلا أننا نعيش مضطرين تبعات الحرب الإرهابية على بلدنا الحبيب سورية…
الأرض ما زالت ينبوع عطاء متدفق بالخير، والشمس التي اعتادت أن تلقي تحية كلّ صباح مازالت تفعل ذلك..
الإرهاب.. أبشع من أن نجابهه بإدانة، أو باستكانة، وهذه ليست من عاداتنا، نحن السوريين..
كانت القصّة واضحة منذ البداية، كان لدينا مشروع وطني هدفه وعنوانه الإنسان السوري، وكان لديهم إصرار وحشيّ على تدمير هذا المشروع، كيف لا، وهم القيّمون على أحوال الناس في كلّ بقاع الأرض كما يصوّر لهم وهمهم!
أتوا بزنادقة العالم ومارقيه، حاولوا أن يفتتوا وحدة وطنية بنتها عقود من الزمن، وأن يضربوا تعايشاً زرعه الله فينا، وأن يخربوا كلّ ما بنيناه بالعرق وبالدم، ليكتشفوا أخيراً أنّ الأساس هو الإنسان السوري على فظاعة الخسائر التي تكبدّناها كبلد حقق الاكتفاء الذاتي بكلّ شيء، أي أنّه سيد نفسه وقراره، وهذا لم يرق لهم..
سنوات وسنوات، وهم يشغلون مراكز الدراسات والمخابرات في العالم ليجدوا آلية تؤدي إلى إركاع المواطن السوري المؤمن بالله وببلده.. لم يتوصلوا إلى أي نتيجة فيما ذهبوا إليه.. قدّمنا قوافل الشهداء، ومن يراقب نبض ذويهم يدرك أننا مستعدون لتقديم المزيد، فإلى أين ذهب الغرب ومن يسبّح بحمده؟
من يتجه نحو الريف هذه الأيام، وقد اشرأبت سنابل القمح الواعدة بكلّ الخير، يدرك أننا كسوريين مازلنا نمتلك الكثير من مقومات الحياة، وهم الذين اعتقدوا أنّنا ميتون لا محالة..
من يراقب بعض التفاصيل كإصرار البعض على الذهاب إلى عمله مشياً على الأقدام لأن أزمة المواصلات لا تُحتمل، يعرف أنّ لا شيء يفرّق بين الإنسان السوري وقراره (السيّد)..
ما علاقة هذا بثورة الثامن من آذار، ورداً على من سيسألنا: أما زلتم تتحدثون عن ثورة آذار، نقول وبكل اعتزاز: ثورة آذار، ومن بعدها الحركة التصحيحية المباركة هما من زرعا فينا هذه القوة، وهذه القيم، وهذا الإصرار، وليس مستغرباً أن تجد من ترعرع وعاش بعد هذين الحدثين العظيمين، وقبل تكالب الغرب والعرب علينا، هو الأكثر تمسّكاً بهذه المبادئ، ومن كان بعيداً أو صغيراً، ولم تصل له الصورة الحقيقية لهذين الحدثين العظيمين تراه في موضع الشكّ والتساؤل وربما عدم القناعة، وهنا كان يجب أن تكون هناك مراكز دراسات حقيقية تدافع عن تاريخنا، وعن كلّ ما فيه بدل أن نكتفي بالردّ على ما يوجّه لنا من اتهامات..
إن العمل الفكري المدروس والممنهج له تأثير كبير على تشكيل القناعات، وبكل أسف فإن غيابه قد يفتح طاقة (ولو صغيرة) لدى البعض، تتسلل من خلالها أفكار شيطانية، وعشر سنوات خلت كانت كفيلة للتوجه إلى هذا العمل.
غانم محمد