الوحدة:25-2-2021
أينما وضعت يدك ستجد وجعاً… لن تتعذب كثيراً في البحث عنه، ولكن السؤال: لماذا علينا أن نفعل ذلك؟
هل لدى أحد منكم الحلّ، وإن وجد هذا الحل هل سيجد أدوات تنفيذه، وإن وجد الأدوات هل سيجد من يسمح له باستخدامها، وإن وجد من يسمح له، هل سيجد من يحميه عند أي خطأ مهما كان صغيراً؟
لا نصعّب الأمور، ولا ينقصها المزيد من التعقيد، لكنها الحقيقة الممتدة من ربطة الخبز التي تباع بـ (150) ليرة سورية في 50% من منافذ بيعها، إلى الدواء الذي لا يقف عند حدّ، إلى أبسط المستلزمات اليومية المتأرجحة على مزاج من لا يجد من يردعه، بل وبكل أسف تحوّل (الرادع) في أماكن كثيرة إلى شريك في جريمة إقلاق المواطن حتى بـ (خسة) ننتجها بكل يسر وسهولة و(نغصّ) ألف مرة ونحن نتقاسم وريقاتها، وحولنا مئات الهكتارات تئن من الشوك والقش فيها، ذنبها وذنبنا أنّ هناك من استطاع تملكّها لمجرد التملك، أو ربما لحرماننا من خيراتها، والذهاب إلى المجهول الذي نكابد مواجعه!
الأرض، على امتداد الوطن، هي ملك للوطن، ونحن جزء أساسي فيه، وبالتالي لا يحق لأحد أن يعطّل حقاً من حقوقنا، ولو كانت الأرض مقيّدة باسمه في السجلات العقارية!
أيعقل أن يكون سعر كيلو (الفول الأخضر) على سبيل المثال ألفي ليرة، وهو الذي لا يحتاج إنتاجه لأي تكاليف زائدة، أيعقل أن يكون هذا المنتج البسيط (الفول) نادراً وحولنا مئات الهكتارات التي تئن من الغربة والقطيعة مع مالكيها؟
عندما يتعلق الأمر بـ (الموز) ليكن سعره خمسة آلاف ليرة، فالمسألة لا تهم 90 % منّا، وعندما تكون الشكوى من سعر القهوة ننصح الجميع بقطف (الزوفا) من الجبال، لكن مزروعات بسيطة وضرورية (فول، فجل، بصل، خس، سلق….) وفي عزّ موسمها ونشتريها بـ (الصعب) فهذا سؤال يجب ألا نطرحه، ومع هذا لن يجيبنا أحد عليه إن فعلنا!
بعيداً عن الفول والبصل ماذا عن الكهرباء، ولماذا أتانا الرد على هذا التساؤل مشفوعاً بأمنية أن تبقى مدة التغذية ساعة كاملة مقابل خمس ساعات قطع، ولم يكذبوا خبراً، فبأكثر من فترة تغذية لم ننعم بـ (النور) ساعة كاملة (بغض النظر عن التطورات اللحظية التي قد تحصل بين ساعة وأخرى)!
إن كان مدير كهرباء محافظة ما لا يعرف سبب تخفيض مخصصات الكهرباء فمن يعرف إذاً؟
على الأقل يحق لنا أن نكون على بيّنة، خاصة وأن (الجو بديع… والفصل ربيع، وقفّل على كل المواضيع)!
سنقفّل على كل المواضيع طالما لا يوجد من يكترث بحق الناس على الأقل بـ (توضيحات) تحترمهم!
غانم محمد