تكرموا علينا بجرعة تفاؤل!

الوحدة 8-2-2021  

 

في لحظة الإعلان عن إصدار الورقة النقدية من فئة الخمسة آلاف، شهدنا عدة بيانات وتصريحات لمسؤولين وخبراء اقتصاديين، وجميعهم أكدوا أن الإصدار الجديد ليس له أي آثار سلبية لجهة قيمة الليرة السورية، وأن العملية برمتها لا تعدو كونها استبدالاً لكتلة من الأوراق النقدية المهترئة بكتلة أخرى من فئة أكبر، وأوضحوا أن طرح الورقة الجديدة لا يساهم في رفع منسوب التضخم، بل هو ردة فعل على التضخم، يتماشى مع الواقع، ويساهم في تسهيل عمليات التداول اليومي للمبالغ المالية.

نحن صدقناهم لأننا نحب أن نصدقهم، ولأن كلامهم كان علمياً وأكاديمياً، فأخذنا غفوة طويلة بعدما ارتاح بالنا، ودخلت الطمأنينة إلى قلوبنا، ولكننا استيقظنا في اليوم التالي على جنون بأسعار المواد، وارتفاع مريب لكل ما نستهلكه وسط صمت مطبق لدوائر حماية المستهلك.

مازلنا نريد تصديق الرواية، ونبحث عن جرعة تفاؤل ضن بها علينا مسؤولو البلاد، ولم يكلفوا خاطرهم ببث بارقة أمل تنعش نفوسنا اليائسة، وتخفف من وطأة المستجدات اليومية.

تفضلوا يا سادة وصرحوا عن سبب هذا الهيجان الحاصل في الأسعار، وتكرموا علينا بتحليل اقتصادي علمي يدحض ما يروج له تجار السوق السوداء، وما ينفذونه على الأرض بلا أي رادع، فنحن نستحق منكم بضع كلمات كاشفة لما يحدث أمام أعيننا، قبل أن ننجر خلف مروجي الدعايات الهدامة، ومطلقي الإشاعات(الوهمية)!!؟؟؟.

هناك يا(أوادم) مواطن يفقد كل يوم جزءاً من مدخراته الهزيلة، ويصرخ متألماً من العوز والحاجة، ولم يعد قادراً على تضميد جراحه، فقد تكسرت النصال على النصال، وأصبحت كرامته ممتهنة على رصيف الحياة، حتى الكلمة الطيبة، يُحرم منها بعدما كانت صدقة.

لن نخاطب وزارة (الحماية)، فقد أثبتت أنها لا تملك أدوات الحل والربط، ولا تملك يداً من حديد كي تضرب بها تاجراً متمرداً، بل أصبحت تبشرنا -عبر وزيرها- أنها تريد حمايتنا صحياً قبل حمايتنا من جور الأسعار ولهيب الأسواق.

نعرف جيداً أن ألف مقالة لن تحرك سكونكم، ولكننا نكتب على طريقة (نفثة المصدور) لعلها تخفف من الضغط، وتعدّل معايير الشحوم والكوليسترول، على اعتبار أن السكر متوفر في صالات السورية للتجارة.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار