وقال البحر…. فقط نحاول أن نسأل

الوحدة: 10-1-2021

 

 

فقط نحاول أن نسأل: بماذا سنقايض باعة الريح؟

من يراهننا على قرع الطبول بهيزم الرعد؟

من الذي أطفأ نار المرافئ..

نهمس في آذانهم فينطفئ برق وجوههم

على التلال يشعلون شموع أعمارهم فتهبُّ عليها رياح الخريف

وتنطفئ الشموع, شمعة إثر أخرى..

×××

فقط نحاول أن نسأل: من يراهن على اصطياد الغيوم بشباك من خيوط العنكبوت؟

ستتمزق الشباك وتهرب الغيوم.. بماذا ستعبئ سلال بيتك؟ بالثمار المتساقطة من شجر الريح؟ بثمار الصفصاف؟ّ!

لا تحاول أن تهز شجر الريح.. ستبقى سلتك فارغة.

فقط حاول أن تسأل:

من سيلمُّ خيوط أصواتهم على أشواك الدروب؟

نفتح شبابيك الأيام, لنطلّ على سهول السراب؟

كيف  نبني قلاعاً من حجارة نهارات (قارطة)..

شمس الغد بعيدة..

رأسك.. رأسي.. وهذا القطيع من الرؤوس

سوف يسوقونه إلى منافي الخوف..

من قال إن أكتافنا تصلح لأن تكون أغصاناً تحطّ عليها الطيور الشاردة,

والقادمة من غابات خريف بعيد.. خلف البحار السائبة؟

×××

فقط حاول أن تسأل: الذي بينك وبينه سهل من الأشواك، كيف ستصل إليه وأنت حاسر القدمين؟

 هذا الضياع ليس كذاك الصهيل.. (الإنسان العربي في عصوره كلّها- منذ العصر الطوطمي- لم يعرف طعم السعادة, لا المهرجون, ولا المتفرجون على مدار القرون عرفوا طعم السعادة, في هذه المنطقة كلهم تعساء بتعساء).

فقط نحاول أن نسأل: الزهور التي قطفناها أين سنضعها؟ على صدور العصافير,

أم نغطي بها زرقة البحار؟

هذه السماء لنا…

هذه السفن للقراصنة

هذه الأغاني لنا

وهذه التوابيت لأبنائنا الذين قضوا في ميادين الحروب

من قال إن الأقحوان ينبت ذابلاً في مساكب الحب؟!

هذه الزفرات لأمهاتنا

وهذه الدموع أيضاً لنا..

 الشعوب ليست تفاحة للقضم

 الشعوب أقمارٌ تكسرها الحروب..

وقت تنكسر الجوابي

بأي الدنان سنعتق نبيذ كرومنا؟

ولا خوابٍ تعتق بها نبيذ الكروم

 فقط نحاول أن نسأل:

 كيف نراهن على نهارات ضائعة؟

ولمن نفتح بوابات الأيام.. التي نحاول الرجوع إلى فيء نخيلها؟!

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار