الوحدة 29-9-2024
(إلى اللقاء مع انتصار الدم على السيف.. إلى اللقاء في الشهادة..
إلى اللقاء في جوار الأحبة..)
قلتَها (ياسيد) ومضيت
وكأن قدرَك المقدّر نيلُ (الشهادة)، الشهادة التي كنتَ تتمناها لتنضمَّ إلى قافلةِ الشهداء، الممتدة، بالعزة، من زمن الحسين وكربلاء الحزينة إلى هذا اليوم الذي هزنا كزلزال عظيم.
رحيلك، (يا سيد حسن) ليس رحيلاً عادياً لرجلٍ عابر، إنما هو خاتمة عظيمة لقائد عظيم، تجلت بالشهادة،
تاركاً صوتَك المجلجل يصدح في ضمير كل شريف نقي..
سيد المقاومة، القائد الاستثناء، سيد الوعد الصادق شاء القدر أن تترجل عن صهوتك في أحلك الظروف، وفي الزمن الصعب، وانتَ الذي كنتَ في ساحات الوغى في مواجهة العدو، الذي أسميته (الكيان المؤقت) والكيان الذي (أوهن من بيت العنكبوت)، أنتَ/ أنت هو ذلك (الرقم الصعب) في الزمن العربي الصعب..
وقد قلتها (يا سيد) وياسيد السادة:
(بيدنا نحمل دمَنا..وعلى أكتافِنا نحمل كفنَنا.. هنا نموت.. وهنا نستشهد.. وهنا نُدفن..ولن يستطيع أحدٌ أن يقتلعَنا من أرضِنا..)..
فيا ابن بائع الفاكهة البسيط الذي كنتَ تفخر به، ياابن تلك البيئة البسيطة، يامن صنعتَ بحكمتك وبقوة إيمانك وأسست لأقوى قوة جعلت العدو المحتلّ يهرب من الجنوب في العام 2000 ،ويطأطئ الرأس في العام 2006، يامَن استطعتَ دحرَ الإرهاب المدعوم عالمياً، واستطعتَ تغييرَ كلِّ معادلات المنطقة، ومِنَ القائد الخالد التقطتَ تلك المعادلة الذهبية (التوازن الاستراتيجي مع العدو) وأنتَ الذي أحببتَه، واقتديتَ به، وأهديتَه قبل رحيله بأيام (انتصار الجنوب/ 2000), وكنتَ، بحقّ، (غيفارا) الذي منا ويشبهنا:
نم، أيها القائد الحبيب، الذي رافقني صوتُه ومواقفُه المشرفة الشامخة، وخطاباتُه وأحاديثُه طيلةَ 30 عاماً وأكثر، نم، أيها السيد الغالي، قريرَ العين، احضن (هادي) قرة عينك في الفردوس، وبهدوء الذي يستحق الراحة مِن بِعد بعدِ بعدِ تعبٍ ونضال، التقِ رفاقَك في الشهادة، حيث هُم، مع الأنبياء والقديسين والأولياء الصالحين في عليائهم..
وستبقى، وأنتَ الشهيد الحي فينا، ستبقى تلك (الأيقونة الملهمة) لنا ولكل الأحرار، ولكل عشاق الكرامة والحياة في كل أرجاء العالم ..
جورج إبراهيم شويط