الوحدة : 30-9-2024
صور المرأة السورية لا تمحى ولا تنسى في حضارة لا تبيد، واليوم يتجلى بهاؤها مع الأستاذة سونيا عدرا – مدرسة في جامعة تشرين، حيث قدمت في دار الأسد للثقافة محاضرة بعنوان (المرأة السورية عبر التاريخ ودورها الحضاري).
استعرضت الباحثة سونيا بداية ومنذ نشأة التاريخ دور المرأة، وما اقتسمته مع الرجل في بناء الحضارة الإنسانية، وما جاءت عليه الدراسات الأثرية والديانات الوثنية والتاريخ القديم، وذكرت عليه العديد من النساء الصانعات للحضارة.
وأشارت إلى الدور المحوري للمرأة السورية في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة. حيث أثبتت قدرتها على التغيير الإيجابي من خلال حضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة، ونوهت إلى النهضة النسوية التي تمثلت بتأسيس الصالونات الأدبية لنساء هدفهن تحسين نظرة المجتمع للمرأة والارتقاء بواقعها كصالون الأديبة مي زيادة مجلس الأدباء والشعراء كل يوم ثلاثاء، كما ذكرت أسماء نساء لاحت بهنّ سماء الأدب، منهن عائشة الشاطئ، وفدوى طوقان ونازك الملائكة وعزيزة هارون من الشاعرات، ومن الأديبات الدكتورة نجاح العطار وكوليت خوري وغادة السمان، والقائمة تطول. فسورية لم تتوقف يوماً عن إنجاب العظيمات، ويشهد التاريخ للمرأة السورية دورها البارز في صنع الاستقلال مثل نازك العابد التي لقبت بجان دارك وكانت أول امرأة تدخل الجيش برتبة جنرال، كما ناضلن ضد الانتداب الفرنسي من خلال الصالونات النسائية مثل صالون عادلة بيهم وألفت الأدلبي وغيرهن كنّ مع الثوار في جبال اللاذقية وجبل الزاوية.
وتحدثت الباحثة سونيا عن مكانة المرأة والمراتب التي وصلت إليها المرأة السورية في ظل القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد لتشغل مناصب ومراكز مهمة في الدولة والوزارات، والسيدة أسماء الأسد من خلال مؤسسة الأمانة السورية للتنمية، فعلت دور الشباب ونقلت تجارب الدول المتقدمة وأطلقت برامج لتعزيز وتمكين المرأة وتوجيه البوصلة نحو دور المشاريع الصغيرة في دعم الاقتصاد ورفع سوية الوضع الاجتماعي ودعمها لأمهات الشهداء والجرحى.
وأشارت إلى عدة مناصب قيادية ووزارية للمرأة السورية كالدكتورة بثينة شعبان ونجاح العطار وغيرهن.
كما أشارت الأستاذة سونيا إلى اهتمام حزب البعث العربي الاشتراكي بالمرأة وقضاياها كونها إحدى الطاقات الحيوية في بناء المجتمع، لتأتي على دور المرأة في التصدي للمؤامرة السوداء التي أصابت البلاد بتقديمهن فلذات الأكباد لأجل الوطن فهي الخنساء.
واختتمت حديثها – وبعد ذكرها المرأة في مجالات الإبداع بالطب والهندسة والفنون – على أننا نحن الأمهات علينا دور كبير في الاستمرار في حمل الرسالة الحضارية على امتداد التاريخ ونحن نتعرض لصعوبات جمة من قلة موارد وحصار وحروب أدت لصعوبة في العيش، فهذا يعطينا مسؤولية أكبر في التحمل والتكيف لبناء جيل سليم يعصى على العدو والمتآمرين ويقوم بدوره الحضاري والإنساني.
هدى سلوم