الوحدة 28-9-2024
يتميز الزيزفون السوريّ “زيزفون الشرق”، برائحته العطرة الفواحة النفاذة، فهو شجرة مزهرة فريدة من نوعها تنمو في عدة مناطق في سورية، ويُدعى عند بعض المناطق الريفيّة بـ”البَرْصين”..
يُعد شاي الزيزفون من المشروبات الصحيّة المنتشرة شعبياً بكثرة لمذاقه اللطيف والمنعش، ما يشعر بالبهجة ونكهة الزهر الحلوة الطيبة، وهو يمتاز بخصائصه العلاجية الشافية وفوائده الصحيّة والتجميليّة المتعددة والتي لا تُعد ولا تُحصى، ويشتهر شعبيّاً كمهدئ طبيعي، فهو يعدل اضطرابات الحالة المزاجيّة والنفسيّة، ويقلل من الشعور بأعراض الاكتئاب وضيق النفس، ويقلل من ردود الفعل الفيزيولوجيّة، وكذلك يقلل من حالات اضطرابات التوتر والقلق، وذلك لقدرته الفعالة على تحفيز الاسترخاء، وتحسين جودة النوم، وبالتالي فإنه يمنح مزاجاً إيجابياً هادئاً وعلاجاً طبيعياً وإحساساً بالانتعاش للنفس والدماغ، وذلك حسب ما ذكرته مواقع صحية..
وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن عُشبة الزيزفون تحتوي على مستخلصات تسهم خصائصها في قدراتها المناعيّة المعززة والمطهرة والملطفة، والمسكنة للآلام، والمضادة للتشنجات والالتهابات، وهي علاج فعال وناجع لالتهابات وتشنجات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد المزمنة والحادة، والأمراض الموسميّة الشائعة، كالانفلونزا، وأعراض الربو..
وأوضحت الدراسة، إلى أن عشبة الزيزفون تمتلك عناصر غذائية وأملاحاً معدنية، وفيتامينات أساسية أبرزها: فيتامينC، وفيتامينB1، وفيتامينB2، وفيتامينE،… وتحتوي على زيوت طيارة، وغليكوسيدات “Glycosides”، وحموض فينولية، وعلى مركبات الفلافونويد الكيماوية “Flavonoids”، التي تُعرف بخصائصها الطبية المضادة للهيستامين وللالتهابات، والمضادة للجذور الحرة، والمضادة للأكسدة، والمدمرة للميكروبات والبكتيريا، والكابحة للأمراض السرطانيّة. إضافةً إلى أن الزيزفون يلعب دوراً منشطاً في إفراز هرمون الأنسولين الضروري لتنظيم عملية التمثيل الغذائي للسكريات في الجسم، وأهم هذه المركبات هي: كيرسيتين، وكامفيرول، وهيسبيريدين، وبيوفلافونويدس،.. وغيرها من المركبات الأساسية..
ويعد مركب الكامفيرول “Kaempferol”، من أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية، فله خصائص مضادة للالتهابات ومقوية للجهاز المناعي ومساهمة في الحد والوقاية من انتشار الخلايا السرطانية.. وقد يلعب مركب الكيرسيتين “Quercetin” دوراً فعالاً في تخفيف تهيج مجرى الهواء الناتج عن الحساسية، كما أنه يزيد من مستويات فيتامينC داخل الخلايا، وله العديد من التأثيرات المفيدة على نفاذية الشعيرات الدموية وتدفق الدم، وذلك من خلال تقوية الخلايا التي تتكون منها الشعيرات الدموية، ودعم هياكل الكولاجين..
وأشارت الأبحاث الصحية إلى أن مركب البيوفلافونويدس “Bioflavonoids”، وفيتامينC، لهما تأثير مكمل في تحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعي “Collagen” وتنشيطه، مما يحافظ على صحة بشرة الجلد، فيعطي للبشرة مرونتها ونضارتها وحيويتها، ويحسن مظهرها ويحمي من التجاعيد المبكرة.. ولمركب الهيسبيريدين “Hesperidin”، القدرة على تحسين الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يسمح بتحفيز الدورة الدموية السطحية للجلد، وبالتالي يساعد في تخفيف الهالات السوداء تحت العينين وإراحة البشرة المرهقة..
وللزيزفون فوائد صحية أخرى، وبخاصة لمن يعاني من الحمى وما يرافقها من أعراض مرضية، وذلك لدوره الفعال المحفز للتعرق، والمدر للبول، حيث يسهم في إخراج السموم والأملاح الزائدة وإدرار الماء الزائد من الجسم، وبالتالي، فهو ينظم درجة حرارة الجسم، حيث يساعد المريض على التنفس، كما يساعد بفعالية في خفض الحمى عن طريق توسيع الأوعية الدموية تحت الجلد مباشرة… إضافةً إلى فوائده وخواصه المهدئة والمسكنة، و دوره الفعال في علاج حالات آلام الرأس والصداع العارضة، كما يساعد في تحسين حالات تمييع الدم ومنع تجلطه، وإلى ذلك يُسهم في علاج دوالي الساقين، ويحافظ على معدلات ضغط الدم ضمن مستوياتها الطبيعية، ويدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
كما يحتوي الزيزفون على مزيج من المواد الكيميائية التي تساعد على تحسين الهضم وتسهيله وتسهيل امتصاص المواد الغذائية المختلفة بكفاءة، مما يساعد على الوقاية من فقر الدم، ويعزز عملية الاستقلاب والتمثيل الغذائي.. وغير ذلك من الفوائد الصحيّة المتعددة..
ويعد شاي الزيزفون آمناً لغالبية الأشخاص عند تناوله بانتظام وبكميات معقولة ومعتدلة، ويُنصح بعدم الإفراط في تناوله لتجنب أيّة آثار سلبية وعكسية محتملة على الصحة العامة، وهناك تأثير جانبي بأنه قد يسبب جفافاً في الجسم في حال تناول هذا الشاي مع أدوية مدرات البول.
كما ينصح خبراء التغذية بشرب شاي الزيزفون دافئاً أو فاتراً، قبل ساعة من تناول الوجبات الرئيسية أو بعدها بساعة، لزيادة فائدته الصحيّة على الجسم..
إعداد: سها أحمد علي