وقال البحر … تحقيق الهدف المنشود…

الوحدة 6-1-2021 

مع بداية هذا العام الميلادي الجديد، وبدء تعاقب أيامه ولياليه، يجدر بالمرء التذكر أنه في اليوم الواحد ٢٤ ساعة فقط، ويُنجز بعض الناس فيها الكثير، بينما آخرون لا يستطيعون فعل ذلك مهما حاولوا جاهدين، رغم أنها تُعد نفس الساعات المتاحة لكليهما، والمُلاحظ أنه حين التركيز على الوقت والطاقات في اتجاه مُحدد يتحقق العديد ويُنجز الكثير ولكن، ولأن هذه الحياة مليئة بكل أصناف الإمكانيات فيبقى هناك خطر في أن تتجه البوصلة وتنحرف نحو ذاك الاتجاه أو غيره دون أي تركيز، وقد ينتهي الأمر إلى نتائج مثيرة، ولكنها ليست مثمرة، ومن المهم جداً إدراك الفارق بين ما هو مُهم وما هو مُلح، ولا يمكن لأحد تصديق فكرة أن هنالك وقتاً يكفي لكل شيء، فمهما حاول المرء العمل جاهداً بكل جوارحه وتفانيه فسيبقى يُفكر بأشياء وأمور كان يمكنه القيام بها، وبما أنه ليس هنالك وقت مناسب للقيام بكل ما هو مطلوب فيجب اختيار طريق تحقيق الهدف بوعي ومسؤولية، لا أن يتم سلوك هذا الدرب عن طريق الإهمال وسبيل  اللامبالاة، ويظن معظم الناس أن المُتهم في هذه الحياة هو نقص الوقت وضيقه، ولكن الواقع العملي يقول صراحة بأنه التخلف عن تحمل المسؤولية في اتخاذ أي قرار وتحمل تبعاته، ومن المهم فهم نقطة حساسة تكمن في أن بعض الناس ينظرون إلى النتائج، ويحكمون على طبيعة العمل الشاقة، وهذا غير صحيح لأن طبيعة المسألة هي في كونها مسألة تنفيذ ونشاط في آن واحد، وموجهة نحو أهداف لها الأولوية بدلاً من نشاط يُلهي ويُضعف النتائج، وتجب ملاحظة عدم الخلط بين الفرصة والهدف مع مراعاة ألا يتم التشويش على كل الأهداف الأساسية قاطبة لأن الكثير من الإمكانيات المتاحة أخذت أغلب الأهداف الأساسية، كما أن طامة الوقوع في فخ ضباب الخيار يُفقد التركيز على أي هدف.

العديد من الناس يظنون أن دقة التركيز على تحقيق الأهداف في حياتهم قد تدفعهم إلى خسارة أوجه أخرى من الحياة، أو ربما فقدان عفويتهم وإبداعهم، ولكن ما يتجاهلونه هو أنهم يستخدمون هذا الإبداع وتلك العفوية في هذه الأفعال المحددة، والتي تقود إلى الظفر بالأهداف، إضافة إلى استخدامها في أمور أخرى شتى مع توجب إلقاء نظرة عامة مساعدة حول ما ينطبق حاله كالخوف من خسارة العفوية والإبداع وفقدان الثقة في جدية الرغبة بإنجاز وإتمام تحقيق كل شيء، ومن الواجب الانتباه فعلاً إلى أن التركيز على الهدف يتطلب البدء بالسير بخطوات تحقيقه انطلاقاً من مقولة: ما لا تفعله اليوم سيأخذ منك وقتاً مضاعفاً في الغد.. وكذلك ربما  سيستغرق ثلاثة أضعاف بعد أسبوع، فالبدء الفوري يعني اتخاذ الخطوة المناسبة في وقت تكون فيه الحواس والجوارح في أرفع مستوى لها وكذلك المخ والتفكير حاضر تماماً، ومتوقد لتذكر كل جزء وتفصيل بوضوح كبير ودقة عالية ولعل شدة المفارقة الواصلة لدرجة السخرية في هذا الموقف هو أن الوقت المُستخدم والطاقة المصروفة في التفكير بما يجب فعله أكبر بكثير من ذلك المطلوب واللازم فعلاً للقيام بالعمل نفسه، وتكون جائزة الترضية التي يحصل عليها المرء عند القيام بالعمل الفوري تتمحور في التقرب من الهدف وتخفيف الضغط النفسي والشعور بعقدة الذنب وكسب الوقت وتوفير الطاقة ورفع مستوى احترام النفس بشكل شخصي، وفي المحصلة فإنه عند الحاجة لإعطاء جرعة من الدفع المعنوي للشخص فعليه التركيز على حقل مختلف من التحسين في كل يوم من أيام الأسبوع وتكرار الدائرة تباعاً وبمعدل تحقيق خطوة صغيرة كل يوم سيتم إعطاء نتائج باهرة وكبيرة مع تراكمها كون نتائج الأهداف لا تأتي دفعة واحدة وبجهد واحد مهما عظم و لكن تأتي نتيجة تحركات دائمة ومحصلة متراكمة.

يتوجب على الإنسان التفكير دائماً بما يريد تحقيقه من هدف كونه موجود وبانتظار شق الطريق نحوه والسعي بجد واجتهاد للوصول إليه كون اعتبار أي شيء يريده المرء بعزم وإرادة يتوجب أن يكون من حقه مع التأكيد على التذكر الدائم للنقاط الرئيسية التالية:

– عدم التغاضي بأن الحياة مليئة بالمباهج وعلى الإنسان الاختيار منها بحذر وتأنٍ.

– عدم الاقتناع الدائم والتسليم بالمكافئات البسيطة والصغيرة.

– القيام الفوري بكل عمل يُراد القيام به بدون كلل أو ملل أو تأجيل.

وفي سبيل إعطاء الدافع بغية الحصول على نتائج فورية فقد تم وضع عدة طرق ومجمل تصورات مقسمة كالتالي:

– بناء المعنويات بالإيجابية وإدارة ما هو الدافع وتقدير قيمة النفس.

– قوة التغيير في حقيقة التطبيق على الإدارة.

– عملية التركيز على الهدف بالتنفيذ الفوري للمُلحّ قبل المهم.

– عملية الدعم في تطبيقها على أرباب العمل والموظفين وحتى المتطوعين. 

مع ضرورة صدق اليقين والإيمان العميق بأن الدافع الناجح ليس مهارة مخصصة لعدد محدود من الأشخاص وذلك كون الجميع قادراً عموماً على تحقيق أبرز النتائج بسلة الأهداف عبر وسائل عملية.

د. بشار عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار