١١ ألف دونم خطة زراعته في الحفة هذا الموسم .. مطالب ملحة من المزارعين لتأمين الأسمدة اللازمة لزراعة القمح
الوحدة 22-12-2020
يعد محصول القمح أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية حيث أنه المكون الأساسي لرغيف الخبز، ويعتبر مصدر دخل للكثير من المزارعين في القرى التي تعتمد زراعته كمحصول رئيسي بهدف تأمين المتطلبات المعيشية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وقد تضاعفت المساحات المزروعة من القمح خلال الموسم الحالي من خلال التوجه الحكومي لدعم قطاع الزراعة وتأمين مستلزمات الإنتاج من أسمدة وبذار ومحروقات مما شجعت الكثير من المزارعين على زارعة واستثمار أي مساحة أرض غير مستثمرة وزراعتها بالقمح خاصة في ظل الحصار والضغط الاقتصادي المفروض على بلدنا من الخارج.
وأمام هذا الواقع تبدو الحاجة ملحة لاستنهاض هذا المحصول الاستراتيجي وتأمين الاحتياجات الاساسية من مادة الطحين وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، وللوقوف على واقع زراعة القمح لهذا العام وأهم الصعوبات والعوائق التي تعترض الفلاحين ومدى توفر مستلزمات الإنتاج، وأهم الاستعدادات التي قامت بها دائرة زراعة الحفة لاستقبال موسم زراعة القمح التقينا الأسرة الزراعية في منطقة الحفة وعدد من المزارعين ورصدنا آراءهم حول واقع زراعة القمح في المنطقة فكانت البداية مع المهندس عبد الفتاح السمر رئيس دائرة زراعة الحفة الذي أشار إلى تزايد المساحات المزروعة لهذا العام بمقدار٤٠٠٠ دونم عن العام الماضي الذي بلغت المساحات المزروعة خلاله٧٠٠٠ دونم، بينما بلغت المساحات المقدرة هذا العام ١١ ألف دونم ضمن خطة دائرة الزراعة في ظل تقديم الدعم للمزارعين من سماد ومحروقات وبذار بالسعر المدعوم، كما تم تخصيص محطتي وقود لتزويد المزارعين بمادة المازوت بمقدار ٤ لترات لكل دونم بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات الفلاحية، لافتاً إلى اتساع زراعة القمح على نطاق واسع في قرى ريف الحفة، وبيّن بأن زراعة القمح كانت تتركز بشكل رئيسي في المناطق الجبلية كقرى: عرامو، بستا، كرم المعصرة، صرنا، حرف السلكين، أوبين، وقد شملت هذا العام معظم قرى ريف الحفة.
ولفت م. السمر إلى استعداد الدائرة لتأمين كافة مستلزمات الإنتاج للإخوة الفلاحين، والعمل على تذليل الصعوبات التي كانت تعترض مزارعي القمح ضمن الإمكانيات المتوفرة.
من جهته رئيس الرابطة الفلاحية مصطفى علي أشار إلى إقبال المزارعين على زراعة القمح بشكل لافت، وإلى زيادة في المساحات المزروعة بشكل كبير في ظل التسهيلات المقدمة للفلاحين من جانب تأمين مستلزمات الإنتاج، وأضاف: تم تخصيص ١٥ كيلو من الأسمدة لكل دونم حيث تم تزويد كافة الجمعيات في مجال عمل الرابطة بمقدار ٧،٥ كيلو للدونم الواحد كدفعة أولى على أن يتم استكمال مخصصات المساحات المزروعة من مادة السماد بداية العام القادم ، موضحاً بأن الكميات المخصصة للدونم الواحد غير كافية بالنسبة لطبيعة أراضينا كونها أراضي جبلية فقيرة تفتقد إلى الكثير من العناصر وتحتاج كحد أدنى ما لا يقل عن ٢٥ كيلو من السماد لتعطي إنتاجاً جيداً، مشيراً إلى أن الكميات الموزعة للجمعيات الفلاحية بلغت ٢٠٠ طن كدفعة أولى وسيتم تزويد الجمعيات بالدفعة الثانية بداية العام القادم، مبيناً أن حاجة الجمعيات الفلاحية التابعة لنطاق عمل الرابطة تقدر ب٦٠٠ طن أسمدة بالنسبة لمحصول القمح.
أما معاون مدير مصرف زراعي الحفة المهندس عماد محمد أوضح بان المصرف يقوم حالياً بتمويل الأسمدة لمزارعي القمح حصراً وذلك حسب التراخيص المقدمة من الجمعيات الفلاحية وحسب المتوفر من مادة الآزوت والبوتاس، حيث بلغت الكميات المباعة حتى تاريخه ٥٣،٤٥طناً من مادة سوبر فوسفات، ٥٢،٩٥من مادة اليوريا،٣٩،١٥ من مادة نترات الأمونيوم ٢٦ ، ٣٩ ,٣من سلفات البوتاس، بينما بلغت أرصدة المصرف من الأسمدة ١٠٠ طن بوتاس، ١٩٨طناً من اليوريا، ٧٠طناً من مادة نترات الأمونيوم لدعم محصول القمح.
ولتسليط الضوء على أهم الصعوبات التي تعترض مزارعو القمح التقينا عدداً من الفلاحين ورؤساء الجمعيات الفلاحية الذين أكدوا على أن قلة الأسمدة ستؤثر سلباً على إنتاج القمح.
رئيس جمعية مجدل صالح بسيم دواي قال: يتبع لنطاق عمل الجمعية قرية مجدل صالح، مزرعة بيت ياغي، دير دوما، وتبلغ المساحات المزروعة في القرى التابعة للجمعية حوالي ١١٠٠ دونم، تم تزويد الجمعية بمقدار ٦،٥ أطنان من الأسمدة مضيفاً بأن مادة السوبر فوسفات غير متوفرة وهي أساسية أثناء الزراعة .بالإضافة إلى أن قلة الأسمدة من أبرز المعوقات التي يواجهها مزارعو القمح لهذا العام خاصة أن الكمية التي حصل عليها المزارع هي ٧،٥ لكل دونم حاليا، مشيراً إلى أن تخصيص ١٥ كيلو لكل دونم غير كافية باعتبار أن معظم أراضينا بعلية فقيرة تحتاج كحد أدنى إلى ٢٠-٢٥ كيلو ليكون هناك إنتاج ومحصول جيد، وأضاف محصول القمح محصول رئيسي في مناطقنا وينتج الدونم في حال تأمين كميات مناسبة من الأسمدة بمقدار ٢٠٠ كيلو ، أما في حال لم يتم تزويدها بكميات كافية من الأسمدة لا تنتج أكثر من ١٠٠ كيلو فالسماد أساسي في أراضينا، وعملياً يحتاج محصول القمح لثلاث عمليات تسميد في حال توفره فهو يحتاج إلى السوبر فوسفات أثناء زراعة البذار، بالإضافة إلى عملية تسميد في منتصف كانون الثاني بمادة اليوريا وأخرى في بداية شهر آذار بمادة النترات، لافتاً إلى غلاء مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومحروقات وعمليات حراثة فتتراوح تكلفة حراثة الدونم الواحد من ٧٠٠٠-١٠٠٠٠ ليرة بالإضافة إلى أن سعر كيلو البذار ٤٥٠ ليرة وهي مكلفة بالنسبة للفلاح ومع ذلك تعتبر زراعة القمح زراعة رابحة في مناطقنا في حال توفر الحدود المقبولة من مستلزمات الإنتاج وبخاصة الأسمدة كما أنها تحقق هامش ربح جيداً وتعد محصولاً رئيسياً للعديد من قرانا الجبلية في منطقة الحفة، بالإضافة إلى أن هذا المحصول يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي لغالبية المزارعين والاستفادة من فائض الإنتاج عبر بيعه وتأمين مختلف متطلباتهم المعيشية المختلفة.
أيضاً رئيس جمعية عرامو رفيق مرقبي أشار إلى تزايد المساحات المزروعة بمحصول القمح عن العام الماضي بمقدار ٤٥٠ دونماً في القرى والمزارع التابعة لمجال عمل الجمعية فقد بلغت المساحات المزروعة بمحصول القمح خلال هذا العام ١١٥٠ دونماً في قرية عرامو والمزارع التابعة لها كمزرعة القليعة والكنفة والخراطة، وأضاف بأن مرد ذلك هو الدعم الحكومي والتشجيع المستمر على استثمار أي مساحة أرض ممكنة حتى بين الأشجار، مشيراً إلى تزويد بـ ٥ أطنان من مادة الأسمدة كدفعة أولى بينما تبلغ احتياجاتنا الأساسية بحدود ٢٥ طناً، وطالب أن يتم تزويد الجمعيات بمادة الأسمدة دفعة واحدة، مبيناً بأن هناك العديد من المزارعين يزرعون بمساحات قليلة تتراوح من ٣_٤ دونم وهؤلاء يشكلون عبئاً على الجمعية كون الكميات المحددة بالكيلو وتكون مخصصاتهم قليلة فنضطر إلى استخدام ميزان لوزن الكمية المخصصة لهم وهذا لا يرضي المزارع، وأضاف تم تزويد كافة المزارعين التابعين للجمعية بمادة المحروقات وإيصالها إلى منازلهم ذلك بالتعاون بين دائرة زراعة الحفة ومركز سادكوب، كما استلمت الجمعية من مؤسسة إكثار البذار ٢٥ طناً من نوع دوما، شام ٣، شام ٥ وهذه الأنواع من البذار تتناسب مع طبيعة مناطقنا، وتم أخذ تعهدات من جميع المزارعين بتسليم الفائض عن الحاجة إلى مؤسسة الحبوب لتعزيز المخزون الاحتياطي من القمح.
أما رئيس جمعية أوبين جهاد اسكندر قال: هناك إقبال جيد من المزارعين هذا العام على زراعة القمح وخاصة في قرانا فهو محصول رئيسي لمعظم الأهالي ويعتمدون عليه بشكل أساسي في معيشتهم، وأضاف بلغت المساحات المزروعة بالقمح في قرية أوبين وهي من أكبر قرى ريف الحفة والمزارع التابعة لها كمزرعة دومزين والدخيرية حوالي ١٥٠٠ دونم، منوهاً على أهمية الدعم الذي تم تقديمه بتأمين مستلزمات الإنتاج هذا العام لمزارعي القمح والذي شجع الكثيرين على زراعته واستثمار أي مساحة من أراضيهم وهذا يشكل خطورة إيجابية ينعكس بشكل مباشر على مزارعي المنطقة في حال تم تأمين الكميات اللازمة من الأسمدة والتي تشكل العائق الأكبر أمام المزارعين، فالكميات المخصصة غير كافية باعتبارها المكون الأساسي لإنجاح زراعة القمح في مناطقنا، بالتزامن مع موسم الأمطار خاصة أن الأمطار الحالية تبشر بموسم جيد، ولفت اسكندر إلى أن الكميات المخصصة من الأسمدة لا تكفي بالمطلق لإنتاج موسم جيد يرضي المزارع ويحقق له مردوداً اقتصادياً يخفف عنه عبء تكاليفه وأتعابه التي دفعها.
بدوره المزارع عارف صالح من قرية أوبين قال: نعتمد عل زراعة القمح كمحصول رئيسي كل عام حتى أنني ادخرت البذار من العام الماضي للموسم الحالي، وتبلغ المساحة التي تم زراعتها حوالي ٢٥ دونماً، وأضاف الكمية المخصصة لا تكفي نصف المساحة المزروعة خاصة أن طبيعة أراضينا لا تنتج بدون تزويدها بكميات كافية من الأسمدة، ويوافقه الرأي المزارع فريد أحمد بأنه لن يكون هناك إنتاج جيد نتيجة قلة الأسمدة المتوفرة، وأضاف بأن تأمين الأسمدة بشكل كاف هو مطلب أساسي لجميع مزارعي القمح خاصة أن توفر الأسمدة في فتراتها المحددة تساعد على توفير محصول وفير من القمح، أما الكميات المحددة لكل دونم ستنعكس سلباً على كميات الإنتاج، فأنا كمزارع لدي ١٠ دونمات، بلغت مخصصاتي من الأسمدة ٥٠ كيلو كدفعة أولى وهي لا تكفي لتسميد دونمين لذلك لا نأمل أن يكون هناك إنتاج يرضي بدون توفر الكميات المطلوبة من الأسمدة.
أما المزارع سليمان محمد قال: نأمل أن يتم تأمين كميات إضافية من الأسمدة قبل حلول فترات التسميد خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة من حراثة وبذار وأسمدة ومحروقات بما يحقق محصولاً جيداً للمزارعين يتناسب طرداً مع تكاليفهم وأتعابهم ويضمن استمراريتهم ويحقق فائض إنتاج يدعم اقتصادنا الوطني.
داليا حسن