بين زيادة الوزن والسعر المرتفع… مزارعو الحمضيات يختارون القطاف المبكر

الوحدة: 9- 11- 2020

 

يسابق المزارع الزمن بأمل أن يحصل على ربح وفير يسد بعض تكاليف المحصول فيلجأ إلى قطف الحمضيات بوقت مبكر قبل نضوجها ليبيع بسعر أعلى، حول القطاف المبكر وبعض الصعوبات التي تواجه مزارعي الحمضيات كان ملف الوحدة لهذا الأسبوع وكان لقاؤنا مع بعض المزارعين.

– يقول شادي محرز: منذ عام 2014 بدأ المزارعين بقطع أشجار الحمضيات بسبب سوء التسويق وضعفه وغلاء المواد، وإذا تحدثنا عن العناية بالحمضيات بشيء من التفصيل فهناك أطوار للزراعة يقوم بها المزارع من بداية تشرين وحتى أيلول بدءاً من مرحلة السماد الشتوي و العضوي والكيماوي بالإضافة للأسمدة بفترة الربيع، و بالطبع كان لغياب السماد أثر سلبي ففي العام الماضي لم يتوفر السماد حتى الشهر الرابع ومن المعروف أن السماد الآزوتي يجب أن يوضع في الشهر الثاني في شباط وليس بالشهر الرابع والخامس وبالتالي هذا سيؤدي  إلى سقوط الزهرة بسبب ضعفها بالإضافة لموجة ارتفاع الحرارة التي مرت علينا بين نيسان وأيار حيث كان لها دور في ضعف الزهرة أيضاً، ولكن لو تم تسميد الأشجار في الوقت المناسب  كان الشجر أكثر قوة و مقاومة وحافظ على أزهاره ومن خلال الخبرة الطويلة نجد أنه يجب خدمة شجرة الليمون سنتين لتعطي في السنة الثالثة، وأضاف حتى نثبت العقد نقوم بوضع اسمدة البوتاس ولكن أسعارها مرتفعة و عندما تكبر الثمرة و تصبح بحجم حبة الحمص أيضاً تحتاج للبوتاس و في الشهر الرابع و الخامس نقوم برش الأشجار للحشرة العنكبوتية و لكن الربعية الواحدة منها سعرها حوالي 20 ألف و لاتكفي لرش دونم واحد و لن ننسى الأسمدة الورقية والمخصبات و أسعارها كاوية أيضاً، وبالنسبة لي قمت برش مبيدات لحشرة العناكب فقط وكلفتني 100 ألف ومع هذا لم تمنع الإصابة، وهنا لابد أن نذكر أن أوقات تقنين الكهرباء أيضاً تقف عائق في وجه المزارع ففي أغلب الأحيان لايتوافق وقت رش المبيدات مع التقنين فيضطر المزارع إما لاستئجار مضخات ممايزيد من نفقات المزارع ، وعن التسويق أكد شادي أن الضجة الكبرى تأتي عند اقتراب نهاية الموسم ليكون ( يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب) فإذا كان سعر العبوة التي تتسع ل6 كيلو تقريباً ٤٠٠ ومافوق بالإضافة إلى أجار نقلها إلى السوق والذي يبلغ ٦٠٠٠  لمسافة 4 كم ليأتي بعدها الوسيط (الكمسينجي) الذي يقوم بوزن الحمولة ويخصم وزن العبوة فإذا كان وزن الحمولة على سبيل المثال طن ومئة تحذف المئة، أيضاً هناك أجرة اليد العاملة والتي باتت مرتفعة جداً حيث أصبحت أجرة الساعة 1000 و كل دونم يحتاج ثلاثة عمال لكل دونم لتكون أجرة العمال الثلاثة 15 ألف لكل دونم على مدى 5 أو 6 ساعات، وبمعادلة بسيطة بين أجرة العمال و سعر العبوة وأجرة النقل بالإضافة للكومسيون مع خصم الوزن نجد المزارع خاسر، وعن القطاف المبكر قال أغلب من يقوم بهذا هم  الضمان  فيقوم بقطف الثمار ثم يقوم بتشميعها ليطرحها لاحقاً وخاصة الكرمنتينا لأن عليها إقبال، وبالطبع القطاف يكون في مرحلة محددة نقول أنها ( لوحت) أي لن يكون هناك زيادة في الحجم بعد ذلك ومع هذا لو كان هناك خسارة في الوزن فهو يعوض بالسعر المرتفع، واذا كان هناك نية لتحسين التسويق فعلاً فيجب البدء به من بداية تشرين حيث توجد الأصناف المبكرة كأبو صرة شموطي، و أشار إلى طريقة جيدة لدعم التسويق وتمنى أن يحصل عليها كل المزارعين و هي  ماتقوم به شركة اوغاريت التجارية حيث يوجد  مكتب يسجل فيه المزارعين كمية القطاف التي سيقومون بقطفها فترسل الشركة  السيارة للمزارع وهنا لايتحمل المزارع أجور النقل و لا الكومسيون وهنا أود توجيه شكر لشركة أوغاريت، لذا وجود معمل للعصير هو حل جيد .

 

وهناك موضوع مهم جداً يجب التنويه إليه وهو لم يتم توقيت استيراد الموز في موسم الحمضيات لتكون سلعة مضاربة للحمضيات، لذا نتمنى إيجاد حل للتسويق فمعظم المزارعين قاموا بقطع أشجارهم واللجوء إلى تربية المواشي و الدجاج فهي أربح لهم، وقلة هم المزارعين الصامدين .

وقال حامد أحمد يقوم المزارعين بالقطاف المبكر خوفاً من ذبابة الفاكهة  من جهة ومن جهة أخرى للحصول على سعر أعلى ولكن لا يمكن التعميم فأنا مثلاً انتظرت حتى ينضج و بالتالي أكسب زيادة وزنه ولكن مع هذا لم تكن نسبة الربح جيدة فقد كانت  تكلفة قطاف 50 فلينة   50 ألف ليرة  في حين باع  المزارعين الذين قاموا بقطافه أخضر ب 1300 للكيلو الواحد و إذا حسبنا تكلفة ما تم وضعه نجد أن المزارع خاسر ، لذلك قمت بتضمين الأرض اختصاراً للمتاعب ففي العام الماضي كانت قيمة الإنتاج ٣٠٠ ألف طبعا لأن أسعار الليمون الحامض كانت مرتفعة و لكني وضعتها كاملة على المحصول الحالي، أضاف نحن بحاجة إلى السماد اليوريا ولكنه غير متوفر وعلى الرغم من توفر السماد الآزوتي لكن سعره مرتفع حيث وصل سعر الكيس إلى 50 ألف وهذا منعني من وضع السماد واستبدلته بالسماد العضوي وبالطبع هذا سيكون له أثر سلبي على الموسم وعلى الجذر، وهناك موضوع يجب ذكره وهو عدم فعالية المبيدات فقد قمت برش مبيدات للقضاء على ذبابة الفاكهة و كلفني هذا 100 ألف ومع هذا أصيبت الأشجار لأن الأدوية غير فعالة، أخيراً أغلب المزارعين يلجؤون للضمان لأن ذلك أوفر لهم.

وبدوره قال مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة الأستاذ سهيل حمدان أن الإنتاج الرئيسي للحمضيات هو في اللاذقية وطرطوس ويشكل حوالي 98-99% ويوجد بعض المساحات في حمص والغاب وحماه ودرعا وهي أقرب للزراعات المنزلية من حيث المساحة والإنتاج وليس لها أهمية من الناحية التسويقية، وقد بلغت المساحة التقديرية المزروعة بالحمضيات في محافظة طرطوس 9086.8 هكتار و بلغت التقديرات الأولية لإنتاج الحمضيات للموسم 2020-2021 في طرطوس 196937 طن ولم تصدر التقديرات النهائية حتى تاريخه وتبلغ النسبة المئوية للإنتاج والمساحة على مستوى المناطق في محافظة طرطوس: ٨٥.٧% من الإنتاج وتبلغ المساحة٧٠.8% في طرطوس ويبلغ الإنتاج في بانياس ٤.٠١% و المساحة ٤.٦٧، أما في صافيتا فالإنتاج يبلغ ٩.٠٤ والمساحة ٢٠.٨٨% أخيراً في الدريكيش الإنتاج ١.٢٥ % والمساحة ٤.٣٧% ،  وفيما يخص السماد بالطبع  غياب التسميد له تأثير سلبي على كمية الإنتاج وجودة الثمار وكما هو معروف بأن الحمضيات هي شجرة مخدومة ولكن يجب القيام بتحليل التربة لمعرفة كمية السماد اللازمة حسب المعادلة السمادية للحمضيات، وهناك عوامل أخرى تؤثر على الإنتاج بالرغم من القيام بعملية التسميد مثل ارتفاع مستوى الماء الأرضي وسوء الصرف مما يؤدي إلى توقف نمو الجذور وسوء التغذية وكذلك وجود أملاح التربة التي تمنع امتصاص العناصر الغذائية الضرورية لنمو النبات لكن تحسن أسعار الحمضيات لبعض الأصناف متأخرة النضج في الموسم السابق 2019-2020 (برتقال الفالنسيا والماوردي – اليوسفي أورتانيك – حامض السانتاتيريزا) أدى لعودة الاهتمام بشجرة الحمضيات من قبل المزارعين مما سينعكس إيجاباً على شجرة الحمضيات وسيساهم للسنوات القادمة في زيادة معدل الإنتاج وتحسين نوعية المنتج بشرط توفر الأسمدة اللازمة والتزام المزارعين بتنفيذ عمليات الخدمة  ،إن ارتفاع الأسعار في بداية الموسم دفع بالكثير من مزارعي الحمضيات إلى القطاف المبكر للمحصول وتسويقه خوفاَ من الخسارة وبغية الحصول على ربح أكبر من دون مراعاة لشروط النضج مما يؤثر على رد فعل المستهلك ونفوره من المنتج الذي يكون غالباَ بمواصفات غير جيدة من ناحية نسبة العصير والطعم واللون غير الطبيعي الناتج عن التخمير الصناعي وبالتالي التأثير السلبي في الأسعار في وقت لاحق، لذا ننصح الأخوة المزارعين  للحصول على أفضل منتج تنفيذ تعليمات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي من خلال المتابعة الدورية لتعليمات مديرية مكتب الحمضيات والوحدات الإرشادية و الالتزام بالمعايير الواردة في نشرة البرنامج الإرشادي التي تم وضعها من قبل مديرية مكتب الحمضيات والموزعة على الوحدات الإرشادية وخاصة فيما يتعلق بالمكافحة الحيوية (هي الأسلوب المعتمد لدى مزارع الحمضيات منذ عام1994 حيث تعتبر تكاليف الإنتاج لثمار الحمضيات في سورية من أقل تكاليف الإنتاج عالمياً وذلك بسبب اعتماد برنامج المكافحة المتكاملة منذ ما يزيد عن عشرين عاماً) بالإضافة لعمليات الري والتسميد.

رنا ياسين غانم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار