الوحدة: 9- 11- 2020
بدأ مزارعو الحمضيات هذا العام بقطاف مواسمهم على غير العادة قبل أوان نضجها، ومن خلال جولة بالأسواق ترى العديد من أصناف الليمون والتي امتلأت بها محلات الخضار والفواكه التي مازالت تكتسي باللون الأخضر الذي يوحي بعدم نضوجها جيداً… وللوقوف على الأسباب التقينا بعض الإخوة مزارعي الحمضيات في منطقة القرداحة وسألناهم وسمعنا آراءهم حول أسباب القطاف المبكر لحمضياتهم حيث أفادنا السيد حسن زيدان من قرية الخربة وهو من أكبر مزارعي الحمضيات في المنطقة بالإضافة إلى أنه يعمل في ضمان بساتين الحمضيات وتصديرها إلى العراق والبلدان المجاورة أن السبب الرئيسي والأهم لقطاف الحمضيات باكراً قبل أوانها هي الأسعار الرائجة هذا العام والتي تعتبر مقبولة نوعاً ما مقارنة بالسنين السابقة حيث يباع نوع الأبو صرة مثلاً ما بين 400 وال500 ليرة سورية بينما كان يباع خلال الأعوام الماضية ب 100 ليرة كحد أقصى ولأفضل الأنواع، أيضاً كان يباع نوع الساس توما ما بين ال70 و125 ليرة بينما يباع هذا العام بأسعار جيدة تتراوح ما بين 350 و400 ليرة.
وأضاف السيد حسن أيضاً يبيع المزارع باكراً خوفاً من تغيرات الطقس والأمطار وحبات البرد التي تؤذي ثمار الحمضيات ولأنه يعول كثيراً على موسمه الذي يعتبر المورد الأساس له، قائلاً فيما بينه وبين نفسه (السعر منيح فلما أغامر برزقي وأؤجل بيع محصولي واحتمال كبير ينزل السعر خلال الأيام القادمة عندما يكثر العرض أكثر، والسوق بعلم الجميع تخضع لكثرة العرض والطلب) وأكد كلامه السيد ظريف سليم من قرية اسطامو والذي قال: السعر الجيد هذا العام من أهم الاسباب لقطافنا المبكر وأيضاً حتى يستطيع المزارع جني محصوله بالكامل لأن الحمضيات تنضج تقريباً كلها مع بعضها وبنفس الوقت وحينها سيكثر عرضه في السوق وتنزل أسعاره، ولا يخفى على أحد أوضاع المزارعين المتدنية اقتصادياً وظروف المعيشة الصعبة كلها تدفع المزارع للقطاف والبيع مبكراً بالإضافة إلى أن القطاف المبكر يريح الشجرة ويهيئها للحمل أكثر في الموسم القادم ولفت الى أن غالبية أراضي اسطامو والقرى المجاورة لها مزروعة حمضيات ومع ذلك لم تتواصل السورية للتجارة معهم لتسويق حمضياتهم بل بقي المزارع لوحده يقلع شوكه بيديه ويبحث عن الطرق الأفضل لتسويق إنتاجه متكلفاً بأسعار العبوات المرتفع وأجورات النقل العالية إلى أسواق الهال في المحافظة ولفت السيد غزوان بركات من قرية البيطار إلى سبب آخر يدفع المزارع للقطاف باكراً وهو ذبابة الفاكهة التي تنشط كثيراً وتضرب الحمضيات المبكرة مثل (الأبو صرة الشموطي والفرنسية) لأن بعض المزارعين لم يستطيعوا رش المبيدات لأسعارها المرتفعة والبعض ممن رشوا لم يستفيدوا شيئاً ولم يستطيعوا مكافحة الذبابة لأن فاعلية بعض المبيدات سيئة للغاية ولا تأتي بأي نتيجة، وأضاف السيد غزوان إلى أن الطقس لم يساعد المزارعين بالمطلق هذا العام وقد تأخرت الأمطار والأشجار عطشى ولو نزلت الأمطار في الشهر الماضي كانت ماتت جميع الحشرات دون أن تتأذى الثمار وكان ازداد وزن الثمار إلى الضعف، كما وأكد على أن السعر عامل مهم جداً وعندما نحصل على سعر جيد أكيد سنبيع لنستطيع تغطية مصاريفنا ومصاريف العائلة.
أما المزارع غسان أحمد من قرية السفرقية فقد لفت إلى خسارة البيع حالياً بسبب صغر الثمار وقلة وزنها نتيجة قلة السقي وتأخر الأمطار مؤكداً أن مطرة واحدة تعادل أكثر من ثلاث سقايات خاصة خلال فترة شح الماء هذه الايام، وأشار إلى أن المزارع يحسب جيدا حساب الطقس فالأمطار القوية والمستمرة وشدة الرياح أيضاً تساهم في انتزاع الثمار وتشققها على الشجرة أو سقوطها عنها، وأكد أيضاً أن حالة المزارع المادية المزرية نتيجة ارتفاع تكاليف كل ما يخص الزراعة وتدني ظروف المعيشة كلها من الأسباب التي تدفع المزارع للقطاف مبكراً.
كما والتقينا خلال جولتنا أيضاً المهندس نزيه سلطان رئيس دائرة زراعة القرداحة والذي أشار بدوره إلى أن القطاف المبكر يتم لعدة اسباب أولها ارتفاع أسعاره بالسوق هذا العام وزيادة الطلب عليه والسبب الآخر إنه يتم قطافه وتوضيبه وتشميعه في الشماعات ليكتسي باللون الأصفر وبعدها إلى السوق أو التصدير مؤكداً أنه من الناحية الفيزيولوجية لنوع الأبوصرة فلا يجب قطافه قبل 1/12 حتى يكتمل نضجه ولكن القطاف يتم بناء على رغبة المزارعين رغم معرفتهم بالتعليمات الفنية للوحدات الإرشادية ولكنهم لا يتقيدوا بها، أيضاً هناك سبب آخر وهو التخلص من أعباء الري وخاصة أن الأمطار تأخرت هذا العام.
وتبلغ المساحات المزروعة بالحمضيات حسبما أشار المهندس نزيه سلطان ب 4300 هكتار حيث تنتشر زراعة الحمضيات في القرى الساحلية للمنطقة مثل قرى عين العروس، بني عيسى، اسطامو ، كلماخو، رويسة البساتنة، أما تقديرات الموسم لهذا العام فقد بلغت 88 ألف طن في منطقة القرداحة وقدرت إنتاجية الشجرة الواحدة بنحو 70 كغ لافتاً أن الانتاجية منخفضة هذا العام حيث كانت تقدر إنتاجية شجرة الحمضيات بنحو 100 كغ ولكنها تأثرت بموجة الحر الشديد التي حصلت في منتصف أيار الماضي، أما عن أهم الأنواع التي تزرع في المنطقة فأشار إلى أن صنف الأبو صرة يزرع بالدرجة الأولى ويليه اليافاوي وصنف الفالنسيا والكلمنتين والأبو ميلو والكريفون بالإضافة الى نوعي الحامض الماير والبلدي، ولفت إلى أنه في كل وحدة إرشادية مهندس حمضيات يقدم الخدمات لمزارعي الحمضيات، وأكد أن مديرية الزراعة تقدم ندوات تحيط بكل ما يخص زراعة الحمضيات بشكل أسبوعي وشهري على مستوى القرية والمنطقة بالإضافة للأيام الحقلية الخاصة بتقديم الخدمات الزراعية للحمضيات، أيضاً وتقدم الزراعة مادة هيدروليزات البروتين لتوضع في المصائد للقضاء على ذبابة الفاكهة كما وتقدم الهرمونات الجاذبة للذكور ويتم توزيعها على شكل لواصق، إضافة لمبيدات القوارض التي تساهم في المحافظة على أشجار الحمضيات من خطر القوارض ومصائد فراشة أزهار الحامض للقضاء على الحشرة وكلها توزع مجاناً في الوحدات الإرشادية.
سناء ديب