الحمضيات باتت ضيفاً عزيزاً على موائد أهل الساحل حتى في موسمه

الوحدة: 9- 11- 2020

 

ينتظر أهل الساحل موسم الحمضيات بفارغ الصبر ليجني المزارع مردود محصوله و ليحظى المستهلك بحصته من الحمضيات بعد أشهر من غيابه عن السوق لا سيما في ظل زيادة الطلب عليه لرفع المناعة ولكن الذي ارتفع سعره حيث حلق ما فوق الألف ليرة سورية لليمون الحامض وأبو صرة ولكن كما كل عام  لا المزارع ينال ما يصبو إليه من سعر ولا المستهلك يتمكن من الاستفادة من منعكس ذلك حيث تراه يدفع ثمن كيلو البرتقال أضعاف ما يبيعها المزارع ،و تبدو المعادلة هذا العام اكثر  فظاظة حيث بدأ الموز بالظهور فجأة بعد طول انقطاع  على الساحة ليؤثر سلبا على الطلب على الحمضيات لا سيما في ظل ارتفاع سعرها وتدني جودتها حيث يتم فرز الأنواع ليصار الى تصدير الجيد وترك الوسط وما دون للاستهلاك المحلي.

خلال جولة في أسواق الخضار والفواكه في اللاذقية استمعنا لأكثر من رأي حول أسعار الحمضيات وجودتها وقد لفتنا خلال هذه الجولة أن عدداً ممن التقيناهم أكدوا أنهم لا يشترون الفاكهة ولا يضعونها ضمن قائمة المشتريات نظراً لارتفاع سعرها فقد أشارت سناء صافي الموظفة في بلدية اللاذقية  أنها بالكاد تستطيع شراء الضروريات ومستلزمات طبخة متواضعة فكيف لها بشراء الفواكه في ظل الأسعار الكاوية التي تطالعنا كل صباح.

أحد الباعة وعند استفسارنا عن سبب الغلاء حيث تم وضع تسعيرة ليمون الحامض 1200 ليرة  وأبو صرة 1000ليرة، ربط ذلك بتناقض تصريحات وقرارات المعنيين حيث يصرح بعض المعنيين أن تصدير الحمضيات لن يؤثر على أسعارها، لأنهم سيعملون على تغطية الأسواق المحلية في البداية ومن ثم يتم تصدير الفائض، هذا ما لا يحدث وهذا ما نلمسه كل موسم ومن لا يتمكن منهم من التصدير يعمد إلى التهريب وحاجة السوق المحلية آخر ما يفكرون فيه، كما يصرح آخر  بأن استيراد الموز  لن يؤثر على أسعار الحمضيات وهذا الكلام غير دقيق أيضاً لأن المستهلك العطش إلى الموز بعد فقدانه من الأسواق لأشهر طويلة وبعد أن وصل سعر الكيلو منه إلى أكثر من بضعة آلاف من الطبيعي أن  يتوجه المستهلك لشرائه وإشباع رغبة أطفاله منه خصوصاً فيما لو  تقارب سعره مع سعر الحمضيات.

على طرف الرصيف  ثمة رجل خمسيني  يضع أمامه صندوقاً من ليمون الحامض البلدي وتتهافت النسوة على شرائه رغم ارتفاع سعره نظرا لجودته عند سؤال هذا الرجل عن مصدر ما يبيعه اكد أنه من أرضهم   وانه يوجد عشرات آلاف العائلات في الساحل السوري انتظرت موسم الحمضيات والزيتون لتأمين احتياجاتها الأساسية ولكن حرائق الشهر الماضي أتت على الموسم والأحلام،  وتقدر إحصاءات وزارة الزراعة  أن نحو 65 ألف أسرة سورية تعمل في زراعة الحمضيات، وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بالحمضيات في سورية نحو 35 ألف هكتار، تحتوي هذه المساحة عن 13 مليون شجرة، منها 11 مليون شجرة تثمر سنويا، وما يميز الحمضيات السورية أنها خالية من الهرمونات، وتعتمد في نضوجها على العوامل الطبيعية، ولكن معظمها تضرر واحترق .

يبلغ إنتاج الحمضيات في سورية نحو مليون طن سنوياً تزيد أو تنقص قليلًا حسب المواسم والأمطار والعوامل الجوية، حيث يقدر هذا الإنتاج بـ 1% من الإنتاج العالمي السنوي من الحمضيات البالغ 100 مليون طن في كل عام.

و تعتبر محافظة اللاذقية المنتج الأول للحمضيات على مستوى القطر،

المزارع  فواز محمد اسار الى وجود توقعات سابقة  بانخفاض إنتاج هذا العام مقارنة بالاعوام السابقة وذلك بسبب  العوامل الجوية والتساقط الجزئي الطبيعي الذي حدث في حزيران، وارتفاع درجات الحرارة ١٥ درجة عن معدلها السنوي.

الأمر الذي أدى لتضرر بعض أنواع الحمضيات وخاصة أبو صرة الذي كان ببداية عقده والمعروف انه يشكل ٣٠% من الإنتاج الكلي للحمضيات ومن أكثر الأنواع رواجاً للتصدير ،وهذا احد اهم أسباب ارتفاع سعره.

هلال لالا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار