إيّاكم أن تتكلّموا فقد تُنزع كراسيكم من تحتكم!

الوحدة 3-11-2020 

 

وكأنّه زمن الصمت، لا ذلك الصمت الذي يكون من ذهب حيث الكلام من فضّة، بل صمت الناس الخطأ في المكان الخطأ..

يعتقد كثيرون من المديرين (لفظاً)، أنّ أي كلمة يتفوّهون بها ستعزلهم من مناصبهم، أو ربما (وحتى لا نظلمهم) هكذا يوهمهم من هو أعلى منهم سلطة ووظيفة..

الحرائق.. وصل وهجها إلى آخر أصقاع الدنيا، فعلى أي معلومات بخصوصها تتحفّظون؟

لجان حصر أضرار الحرائق، وبتصريحات رسمية (رنّانة) أنهت عملها خلال أسبوع، فهل يحتاج تدقيق المعلومات إلى شهر، ومن سيدقّقها، وكيف، وإلى ماذا توصّل، وهل يحقّ له ان يوجّه بعدم التصريح للإعلام؟

لقد منَّ الله عليكم بـ (كرسيّ متحرك)، فإياكم أن تنهضوا عنه، فقد يجلس غيركم مكانكم، ولا تنسوا أن تلتقطوا الصور التذكارية خلف مكاتبكم، فقد يذكّركم (الفيسبوك) بها، فتتحسرون على أيّام العزّ..

القصة ليست جديدة، وقد عانينا إما من ضعف أو من جهل مديرين كثيرين، يرفضون إعطاءنا (إعلام وطني رسمي) المعلومات التي نبحث عنها تحت حجج واهية، تناقض القوانين الناظمة لعملنا كإعلام، والناظمة لعلاقاتهم بالإعلام…

نتساءل، ماذا لو أننا نفتّش في (دروجهم) عمّا يدينهم، وماذا لو فعّلنا حقّنا باللجوء إلى القضاء لأنهم يعطلون ما ألزمنا القانون بإنجازه؟

السيد وزير الزراعة المحترم: كان بإمكاننا أن نخرج إلى الأماكن التي احترقت، ونسأل الناس هناك عن حجم خسارتهم (وقد فعلنا ذلك)، لكن لم نشأ أن ننشر أرقاماً خاصة بنا، منتظرين أرقامكم الرسمية، والتي توقعنا تعميمها من تلقاء أنفسكم، لأننا كنا كلنا في مهبّ النار، ولستم وحدكم من تحسّس لهيبها، وبالتالي يحقّ له احتكار معلوماتها!

كان زملاؤنا وزميلاتنا على خطّ النار، واستحقوا تحيّة السيد الرئيس بشار الأسد، حيث لقاء أثناء زيارته الكريمة إلى ريف اللاذقية: (أريد أن أوجه تحية لكم كإعلاميين قاموا بتغطية مشرفة.. رأينا تماما الشجاعة التي كانت تقترب من حدّ المغامرة وليست تهوراً.. والحقيقة كانت صورة شفافة وصادقة وساهمت بشكل مباشر بخلق تعاطف كبير لدى السوريين.. أوجه الشكر لكل إعلامي ولكل الفرق الإعلامية الوطنية التي ساهمت بشكل أو بآخر بنقل هذه الصورة للمواطنين).

ما المشكلة؟

شكّلنا فريقاً من زميلاتنا وزملائنا، للحصول على الأرقام الرسمية الخاصة بالحرائق التي أصابت محافظتي اللاذقية وطرطوس، ولكن وبكل أسف لم نجد أي تجاوب من أي جهة، رغم تكرار المحاولة فلماذا؟

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار